تعرف على الخيار الواقعي لمخرجات الحرب

كريتر سكاي: خاص

 

كشف الإعلامي "عبدالله دوبله" عن الخيار الواقعي لمخرجات الحرب

 

وقال دوبله في مقال عبر حائط صفحته الرسمية فيسبوك:


يمن فيدرالي من اقليمين.. هل هو الخيار الواقعي لمخرجات الحرب؟!.


فيما انتهت الحرب اليمنية الى بقاء الحوثيين مسيطرين على العاصمة صنعاء، ومعظم المحافظات الشمالية، تبدو سيطرة الانتقالي على عدن ومعظم المحافظات الجنوبية هي المتغير الوحيد الجوهري الذي افرزته مخرجات الحرب..

وكأن هناك من هندس الحرب منذ البداية، ومنذ توقفها عند الحدود الشطرية في 2015 لتنتهي الى هذه النتيجة الاكثر وضوحا الان، خاصة بعد الاطاحة بشرعية هادي، واستبداله بمجلس رئاسي نصف اعضاءه ذو توجهات انفصالية جنوبية، مع سيطرة فعلية على معظم الجنوب.

ووفق المعطيات الراهنة ما ينقص الانتقالي لاعلان دولته، هو جدية رعاته الاقليميين في دعم اعلان الدولة، وتوفير حاجاتها المالية اللازمة لتشغيل دولة جديدة، وتوفير الاعتراف الدولي لها.. 
ربط اعلان الدولة بالتفاوض مع الحوثيين من خلال الشرعية، أو معها مع شغل نصف أعضاءها، من وجهة نظري لن يؤدي للحصول على دولة جنوبية، لا الحوثي سيقبل بذلك، ولا حتى النصف الاخر في المجلس الرئاسي الممثل للشرعية قد يقبل بذلك أيضا..

الجمع بين مطلب استعادة الدولة، وبين التفاوض مع الحوثيين لا يبدو لي أمرا مفهوما، الا اذا كان الهدف أمر آخر، يتغطى بسقف مرتفع يتمثل في مطلب استعادة الدولة، فهل يكون دولة فيدرالية من اقليميين، شمالي وجنوبي، هو الهدف الحقيقي لرعات الانتقالي الاقليميين؟!.

شخصيا، لا استبعد ذلك، فدولة فيدرالية من اقليميين مطلب معقول مقارنة بمطلب الانفصال، كما أنه يمكن تمريره مقارنة بالانفصال. كما ان الاقليم الفيدرالي خطوة ضرورية ولازمة لتجهيز أجهزة الدولة، و مؤسساتها الشرعية قبل الذهاب إلى اعلان دولة مستقلة.

ومع سيطرة الحوثيين على العاصمة ومعظم الشمال فان خلق اقليم جنوبي قد يخلق بعض التوازن مع الحوثيين من باب التوازن بين الشمال والجنوب، وتحت مطالب الشراكة الحقيقية بينهما للحفاظ على وحدة الدولة قد يخفف من السيطرة الحوثية الشمولية على مؤسسات الدولة المركزية.

لهذه الأسباب وغيرها، يمكن للمرء التكهن بأن يمن فيدرالي من اقليمين شمالي وجنوبي قد يكون خيارا مطروحا على طاولة القوى الاقليمية والدولية التي تدير الحرب اليمنية. فهو خيار يملك معطياته على الارض كما أنه كخيار يبدو أكثر واقعية في عالم معطيات ما بعد الحرب عن غيره من الخيارات الاخرى التي فقدت القدرة على الفعل والتأثير.

أنا هنا لا أبشر بهذا الخيار، او أدعو لموقف منه، أو معه، فقط هي محاولة لفهم معطيات اللحظة الراهنة، وتوجهاتها المستقبلية كما خلقها ويخلقها القادرون على الفعل والتأثير من القوى الاقليمية والدولية المتحكمة بادارة الحرب اليمنية.