"زراعة الأشجار في عدن...جمال وإنسانية وأمان"

كريتر سكاي/خاص:

تعتبر الأشجار من أهم عناصر البيئة الحضرية، فهي لها فوائد عديدة تقدمها دون شعورنا بذلك، ومن أهم الفوائد التي نتحصل عليها هي خفض درجة الحرارة حيث تعمل الأشجار على استهلاك الكربون وإصدار الأوكسجين وتقليل الإشعاع الحراري من الطرق والأسطح المختلفة وهو ما يساهم في خفض درجة الحرارة وتحسين جودة الهواء وفوائد أخرى.

وفي مدينة عدن الحبيبة، التي تصل درجة الحرارة إلى ٤٠ درجة مئوية في أيامنا هذه، ويشعر فيها المواطن بحالة من الغليان البشري خاصة خلال أوقات الظهيرة وذروة الصيف لم تأتِ بعد، حيث يتوقع خبراء الطقس ارتفاع درجة الحرارة إلى قرابة ٤٨ درجة مئوية خلال ٤٠ يومًا من يومنا هذا، والتي ستؤثر على المواطنين جسدياً ونفسياً بشكل بالغ خاصة فئة كبار السن الذين يعانوا من أرتفاع في الضغط والسكري وقد تؤدي إلى وفاتهم لاسمح الله.

أن ما تشهده مدينة عدن من طقس ذو درجة حرارة متصاعدة يأتي بسبب كونها مدينة ساحلية تتعرض لرياح بحرية دافئة ورطوبة عالية طوال السنة كما تساهم عدد من الظروف العالمية بأرتفاع درجة الحرارة ومن بينها: الأحتباس الحراري وزيادة عدد المصانع حول العالم التي تؤدي إلى تلوث الهواء وثقب طبقة الأوزون وقطع الملايين من الأشجار سنوياً بالإضافة إلى فقدان عدد من الغابات بشكل سنوي بسبب الحرائق.

وتعاني العاصمة عدن من عدم وجود غطاء نباتي يليق بمظهرها الحضري سواءً على شكل نباتات متنوعة أو أشجار عملاقة، وما هو متواجد في هذه المدينة يكاد لا يرى او يظهر أثره للعيان بسبب عدم اهتمام السلطات بأمور التشجير أو معرفة الناس بفوائدها العظيمة، وفي دراسة أجريت في مدينة لوس أنجلوس في أمريكا ، وجد العلماء أن درجة حرارة الشارع الذي تم زراعة الأشجار فيه كانت أقل بمقدار الثلث تقريباً من درجة حرارة شارع آخر خالي من الأشجار .

شهدت دول الخليج خلال الفترة الحالية مشاريع لزراعة مئات الملايين من الأشجار والتي من المفترض ان يتم الانتهاء منها عام 2030م، المملكة العربية السعودية لوحدها ستزرع مائة مليون شجرة من ضمن خططها للأهتمام بالجانب البيئي. 
فمتى يهتموا الناس ومعهم السلطات المحلية بزراعة الأشجار في العاصمة لكي يعيدوا لعدن جمالها الخلاب ومنظرها الجميل؟

بقلم-محمدحلبوب.