الرئيس علي ناصر محمد:وقف الحرب سيفتح الطريق لتقدم الحل السياسي للازمة اليمنية التي ازدادت استفحالا

كريتر سكاي/خاص

قال الرئيس علي ناصر محمد أن وقف الحرب في اليمن سيفتح الطريق لتقدم الحل السياسي للازمة اليمنية التي ازدادات استفحالا وجاء ذلك من خلال حوار صحفي أجرته معه صحيفة الأمناء وأجاب من خلاله على أسئلة هامة.

نص الحوار:

 1- كيف تقيمون حالة الاوضاع السياسية التي تمر بها البلاد في ظل  استمرار الحرب وغياب أي أفق ينهي الحرب التي تمر بها البلاد والجهود الدولية (المبذولة، والمتعثرة) لإحلال السلام؟  

ما يجري في اليمن اليوم يذكرنا بالحرب التي جرت فيها خلال الأعوام (1962-1967) بين الملكيين والجمهوريين بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال اليمن مع عدم إهمال اختلاف الظروف والقوى والأهداف والمصالح الوطنية والاقليمية والدولية التي تجري فيها الحرب اليوم عن تلك التي جرت في ستينيات القرن العشرين الماضي. ولكن حتماً توجد أوجه تشابه أيضاً، كما توجد أوجه اختلاف، فالمصالح هي التي تحرك شن الحروب، لا توجد حرب دون أن تكون هناك هدف من ورائها تطمح القوى المعنية الى تحقيقه.. لكن التجارب التاريخية والسياسية تعلمنا أيضاً أنه يمكن بالحوار وتحقيق السلام الوصول الى تلبية مصلحة كل الأطراف في إطار الاعتراف المتبادل بالمصالح المشروعة والتعاون والتكامل بالمعنى الحقيقي، والحرب في اليمن تحولت اليوم الى حرب استنزاف كما كانت حرب الستينيات لا يستفيد منها سوى تجار الحروب. يومها كان تجار الحروب والمستفيدون منها يقولون ( اللهم انصر الجمهورية  الى النص.. وانصر الملكية الى النص) بحيث لا تنتصر لا هذه ولا تلك بما يضمن استمرار الحرب وتدفق الأموال عليهم ولا يهم بعد ذلك زهق أرواح الناس. رغم كل المحاولات التي جرت حينها من قبل الأطراف المعنية بالصراع لوقف الحرب، فشلت في ذلك، بما في ذلك في (مؤتمر حرض) الذي عقد بالاتفاق بين مصر والسعودية عام 1965م.. يومها فشل المشاركون وهم دهاة اليمن من الجمهوريين والملكيين 0عبد الرحمن الارياني وعبد الرحمن نعمان وأحمد الشامي وغيرهم) طوال 15 يوماً حتى في الوصول الى اتفاق على جدول الأعمال ناهيك عن وقف الحرب! وانفض المؤتمر بدون اتفاق، وكان اتفاقهم الوحيد ألا يتفقوا.. لم يضع حداً ونهاية للحرب إلا تدخل الزعيمين جمال عبد الناصر والملك فيصل آل سعود في قمة الخرطوم عام 1967م وكان ذلك بدون حضور أو علم أطراف الحرب اليمنية ملكيين وجمهوريين. علينا ان نستفيد من دروس تلك الحرب التي جرت في الستينيات في ظروف مختلفة والطريقة التي اتبعت في وقتها قد لا تكون متاحة كلها اليوم كما كانت في الماضي، لكن إذا توفرت الإرادة لدى كافة الأطراف المعنية بالحرب في اليمن اليوم، سواء كانت محلية أو اقليمية أو دولية، وشعر الجميع بأن لا سبيل لوقف هذا النزيف البشري والمادي والأمني الذي تسببه الحرب إلا بالحوار ثم الحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات، فمن المرجح أنهم سيجدون حلاً يفضي الى وقف الحرب يحقق السلام والأمن للجميع.. وأنه عبر التفاهم والحل السياسي السلمي يمكن الوصول الى تفاهمات تلبي المصالح المشتركة لكافة الأطراف بدلاً من لغة الحرب والعنف. وأعتقد أنه من خلال الحوار يمكن الوصول الى حلول للصراع تكون مؤسسة للأمن والاستقرار في المنطقة وإدارة واستغلال الثروات والممرات، ولكن ليس على حساب السيادة الوطنية، عوض أن تكون باعثاً لأسباب الصراع والاستنزاف فتذهب ثمناً للصراعات المدمرة. واستشهد بما جاء في احاطة السيد مارتن جريفيث الى مجلس الامن تاريخ 15 ابريل 2019م حيث قال : "اليمن ينزف وأهله يعانون من الجوع. والكثير من أطفاله لا يعرفون ما هو الفصل الدراسي. ان اليمن واحد من أكثر الأماكن مأساوية في العالم".

2- سمعنا أنكم التقيتم مسبقا بالمبعوث الاممي مارتن جرفت هل بإمكانك أن تطلعنا على أهم ما تناولتموه مع السيد مارتن جرفت، وهل قدمتم تصور لحل قضية الجنوب ؟

نعم لقد التقيت المبعوث الاممي أكثر من مرة وتقدمت بمبادرة أو مشروع لحل الأزمة في اليمن وأول بند فيها هو وقف الحرب وفي اعتقادي أن وقف الحرب سيفتح الطريق لتقدم الحل السياسي للازمة اليمنية التي زادتها الحرب استفحالاً على كل المستويات. ومن بنود هذه المبادرة استعادة الدولة، نزع السلاح من كافة المجموعات المسلحة وحصره في جهة واحدة هي الدولة ممثلة بوزارة الدفاع وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشترك فيها كافة القوى السياسية دون استثناء وبناء علاقات شراكة وتعاون مع دول الاقليم على قاعدة احترام السيادة وعدم  التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل المصالح وتحقيق الأمن للجميع، وعدم ارتهان القوى والأحزاب في اليمن للقوى الخارجية بمعنى أن الدولة هي المسؤولة عن العلاقات الخارجية، كما أكدنا على أهمية قيام دولة اتحادية مزمنة من اقليمين وإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية وفق مخرجات مؤتمر القاهرة، وهناك من يطالب بثلاث أقاليم وثمة من يدعو الى تقسيم البلاد الى ست اقاليم لكن القرار والخيار في ذلك يعود الى شعبنا حصراً.

3- هناك دعوات وحوارات جنوبية اطلقت من هنا وهناك  لتوحيد الصف الجنوبي" كيف تقيمون تلك الدعوات؛ وهل لديكم أي تفاعل معها ؟

لقد كنا أول من بادر لدعوة كافة قوى الحراك السلمي السياسي في الجنوب ابتداء من عام 2011 وما قبلها وما بعدها وعقدنا ما سمي حينها بالمؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة الذي شارك فيه أكثر من 650 عضو وخرجنا بما سمي حينها بمخرجات مؤتمر القاهرة ولكن البعض مع الاسف قاطع هذا الاجتماع وحارب مخرجاته لانهم كانوا يعتقدون أن هذه المخرجات ستعطل عودتهم سريعا الى عدن ورغم كل ذلك فنحن لم نقاطعهم واستمر التواصل معهم في بيروت ودبي وأبو ظبي ولم تنقطع اتصالاتنا حتى الآن لهدف الوصول الى مرجعية سياسية ورؤية سياسية ولكن دون جدوى.

4- المجلس الانتقالي الجنوبي يتحرك اليوم دولياً وقد حضي بعدة  دعوات في دول أوروبية  وأسيوية" كيف تقيمون تلك اللقاءات السياسية للمجلس الانتقالي؛ وهل بنظركم أن تلك اللقاءات ستخرج بنتائج إيجابية ؟

نحن نؤيد ونبارك كل الجهود التي يقوم بها المجلس الانتقالي وغيره من قوى الحراك الجنوبي الأخرى لخدمة القضية الجنوبية العادلة وقد سبق وأن التقيت بقيادة المجلس الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه وغيرهما في ابو ظبي العام الماضي، وهذا اللقاء هو امتداد للقاءات التي أجريتها مع القيادات في الجنوب في بيروت ودبي وابوظبي والقاهرة كما اشرت آنفا، بهدف الوصول الى رؤية موحدة ومرجعية سياسية واحدة لان الساحة والسلطة تتسع للجميع فقوة الجنوب في حراكه الموحد ومقتله في خلافات حراكه اذا استمرت. وقد حان الوقت للخروج من دوامة الحوار الذي استمر لأكثر من 10 سنوات للاتفاق على رؤية سياسية لان الجماهير وحدها هي التي تدفع الثمن ولم تبخل بالمشاركة في اكثر من 20 مليونية قبض البعض ثمنها ودفع الشعب ثمنها من ماله وعمله ورجاله واستقراره.

وفي ختام هذا اللقاء الصحفي القصير مع صحيفة الامناء الغراء أود القول بأنني أتابع أولاً بأول ما يجري في وطننا الجريح. 

ونأمل أن تتظافر كافة الجهود من أجل التآم هذا الجرح العميق الذي خلفته الحروب  في جسم الوحدة الوطنية والعمل من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب.