شيخ مشايخ حاشد بصنعاء يدعو لثورة عارمة ضد هؤلاء

كريتر سكاي/خاص:

كتب الشيخ  / امين عاطف شيخ مشائخ قبائل حاشد الهمدانيون مقال جاء فيه

 

الاسرة والقبيلة هي الوحدة الاجتماعية الاساسية  لتشكيل الشعوب والامم في كافة  ارجاء المعمورة. قال تعالى( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)  صدق الله العظيم . ولاشك في ان  متغيرات الحياة العصرية التي حدثت لليمن والجزيرة العربية  خلال الخمسون عاما الماضية  قد اثرت تأثيرا سلبيا على جميع مكونات الشعب اليمني وكان تأثيرها مضاعفا على المجتمعات القبلية  بشكل مأساوي اسفرت  عن تدني مستويات  الجدارة  في من يشغل  منصب قبلي  فخري مخصص ضمن هيكليات قيادة المجتمعات القبلية في اليمن والجزيرة العربية .

وإذا اردنا معرفة السبب الرئيسي لماحصل سنجد ان  تعليق   العمل  بمقاييس إختبار  مستويات الجدارة وإهمال التيقن من وجود  المهارات الكافية في من يجري تننصيبه شيخا على اي قبيلة او بطن من البطون هو السبب الرئيسي لماحصل .والسبب الثاني يكمن في تهميش تنفيذ مهام المكونات القبلية المعنية بإجراء  إختبار  وتقييم المرشحين لمنصب الشيخ.  والسبب الثالث  في انتشار  ظاهرة  العبث بالادبيات القبلية  العرفية ذات الصلة  من  الاسلاف الصارمة  التي  كان يجري  تطبيقها في الماضي بحزم وصرامة  ووضوح  يشهده الجميع  بمحددات  معروفة في المجتمعات القبلية  بشروط المشيخ  وعددها ثلاثة وثلاثون  شرطا يتم التيقن من وجودها في المتقدمين  بنسب متفاوتة  خلال طقوس  المفاضلة بين  المرشحين  وبالتالي غالبا ما يكون الفائز  افضل المرشحين وأكثرهم جدارة وتأهيل لممارسة  مهام معروفة بقوانين الاسلاف والاعراف التي يتجاوز  عددها الاربعة الف قانون  كلا منها  مفصل بمحاذير وحزم معروفة و تصنيفات ونماذج شاملة  متوارثة بخبرات  تراكمية استغرقت آلاف السنوات ضمنت ترسيخ  الاخلاق الكريمة والقيم والشيم  العربية الأصيلة للتعامل مع الغير برقي وإحترام وتقدير وتفعيل الفصل في الخلافات بالحجة والمنطق وماتعسر او اعتراه الغموض تتولى الدولة  مسؤلية  الفصل فيه  ولكلا من هذه القوانين موروث وأمثال ومفاتيح وقصص  تتيح للشيخ  التعامل  مع كافة التصورات والاحداث الحياتية  الخاصة  والعامة  فصلت كافة الاحتمالات والوقائع  وحددت للفرد والاسرة والقبيلة ممارسة كلا منهم لشؤنه الحياتية  بشكل  ايجابي معروف مسبقا و محفوظ مخزون في الذاكرة الخاصة والذاكرة الجمعية  في مختلف ربوع اليمن والجزيرة بإلتزام  دقيق ضمن الحفاظ على استقرار المجتمعات  بشكل دائم في كافة الظروف  اضافة إلى توفير البيئة المناسبة  لظهور الحضارات القوية  علما بأن قوانين الاسلاف والاعراف  مازالت محفوظة حتى اللحظة في كافة قبائل اليمن  على مستوى الفرد مع مفارقات بسيطة في قوانين العيوب والعتوب مابين بطون قبائل #قحطان .


ومن المؤكد بأن  حالة الضعف المؤقتة  التي اصابت شعبنا العظيم واحبطت موجة النهوض  بالرغم من  مقدراته الغنية والزاخرة  بجميع مقومات النهوض وكافة عوامل  القوة  قد اعاقت مكونات الشعب اليمني  لمدة زمنية محدودة  و مكنت مراكز القوى الاقليمية و رعاة  المال والسياسة من التيارات والمكونات السياسية المحلية  المتباينة  من إستغلال  هذه الثغرة الخطيرة للتسلل منها للاستحواذ على قرار المكونات القبلية لصالح هذا التيار  او ذاك.   وقد  شاهد كافة افراد الشعب اليمني  جميعا  بداية وجود ظاهرة  إستنساخ المشائخ في كل قبيلة وقرية وحارة ومدينة  ومنطقة وحتى الماضي القريب كنا نزور  اي منطقة من  مناطق التي  لم نكن نعرف فيها الا شيخ واحد للقرية او القبيلة  ولكننا  لاحقا شاهدنا الشيخ الاصلي للمنطقة او  القرية او القبيلة  وشاهدا بجانبه عشرة مشائخ  آخرين  تم استنساخهم  وغرسهم  بجوار  الشيخ الاصلي   إضافة إلى خمسة مشائخ  آخرين يمارسون إدارة القرية او القبيلة  عن بعد  بمنهجية  ( الريموت كنترول) في حين انهم يسكنون  في العاصمة صنعاء بعيدا عن مناطق كلا منهم . ولن ننسى اننا  جميعا شاهدنا  منهجية كيف تصنع شيخا في سنتين..وخصوصا بعد  ان تم في حينه تزويد  هؤلاء المشائخ المستنسخين  بالامكانيات والقدرات الكافية للتغلب على منافسيهم وصنع مراكز نفوذ خاصة  لكلا منهم لدرجة حولت   كل قرية و كل قبيلة من كيان متماسك إلى كيانات منقسمة  يصل عددها إلى عشرات التيارات الصغيرة  المتناثرة  والمتناحرة  المشغولة بالسباق  على  تملك وحيازة بهارج الدنيا  من المظهريات الفارغة والذي تمكنوا من خلالها من إفساد كلي لنفسيات الافراد بظواهر دخيلة على مجتمعاتنا المستقرة والنتيجة  طبعا  تفكيك كلي لجميع اسس وعوامل تماسك البنية المجتمعية  وانهاء  ترابط التجمعات السكانية  في كافة ربوع الوطن  وكل ذلك نتيجة لممارسات من ألهوا انفسهم  وخضعوا  لخدمة الغير البعيد وتجرأوا على العبث بنواميس الكون  الفطرية  المخالفة لتوحيد الاستخلاف في الأرض  فكان عقاب الله تعالى عليهم حقا .

و إذا قررنا  تصحيح الحال  لابد من سن  اسلاف واعراف جديدة تحرم وتجرم الانتماء الحزبي او الفئوي  او الطائفي على كل من يحوز الدرجات والمراتب و الصفات القبلية  من مشائخ ومقادمة ومراغات وغيرها في كافة  ربوع الوطن  إذا  اردنا منع  تكرار  الماضي وتصحيح الحاضر وضمان مستقبل مشرق  وقوي  للفرد والمجتمع والقبيلة والشعب والامة  إلى جانب قيامنا  بإعادة تفعيل اسلاف واعراف تنصيب المشيخ المعروفة.  لتعود كما كانت عليه في الماضي.

مالم فسنكون مضطرين  لاجراء تعديلات جذرية على نظام المشيخ بشكل يفرض بأن  يكون هذا  المنصب  الفخري مرتبطا  ببرنامج. مستقبلي  واضح المعالم وبأهداف معلومة  يجري اعدادها وتدارسها من قبل جميع افراد القرية او المدينة او القبيلة  للعام والخاص  يمكن إقرارها و الالتزام بتنفيذها  من قبل الطامحين  لخدمة مجتمعاتهم خلال مدة محددة تستند على تقييم دقيق لمتطلبات المرحلة الواقعية  للمجتمعات القاطنة  في نطاقات جغرافية محدودة  اضافة إلى إلزامية القضاء على الاختلالات  الحاصلة في نظام العدالة والمساواة و الانصاف بتفعيل تكافؤ الفرص و إتاحة المجال  للجميع  للتنافس على الوصول إلى درجات القيادة الشعبية العليا  بشكل واضح وشفاف ومعلن  يساوي بين الجميع في تمثيل المكونات والبطون  القبلية  وإذا واجهنا اي صعوبات  تعرقل تحقيق الاهداف  النابعة  من تأثيرات الماضي يمكننا تجاوزها بكل سهولة  من خلال إقرار  القيادة الدورية  لحيازة كرسي المشيخ  الاول في اي منطقة او قبيلة او حارة  و لفترات زمنية محددة بشكل واضح يرضي كافة البطون   وخصوصا منها من  تفوق اعدادهم  اعداد غيرهم من المكونات والبطون الاخرى .

والخلاصة تقول بأن  إستمرار تعطيل العمل بالقوانين الخاصة بمنح صفة الشيخ  السائد  حاليا و منع تنصيب الشيخ. من قبل هيئات قبلية معروفة وبالشروط  المتوارثة المعمول بها منذ حوالي عشرة الف عام تقريبا فإننا  لن نشاهد غير  مخرجات ضعيفة تفرز  لنا  شيوخ  يفتقروا إلى ابسط المهارات وادنى مستويات الجدارة  وسرعان مايتحول الشيخ  إلى  دكتاتور مقيد المسار وفقا لمزاجه الخاص  او حاكم  محدود التأثير. ومنزوع الصلاحيات بشكل  اشبه مايكون  بالملكيات الدستورية .وبالتالي  فلا طريق  آخر أمامنا غير المسارعة إلى إجتثاث وإزالة وإستئصال  مكامن الضعف أينما وجدت  ومهما كانت  وبعدها سيكون العبور الآمن  إلى مرحلة الإنطلاق  لإستعادة الصدارة لمجتمعاتنا وشعبنا  وامتنا متاح للجميع بكل يسر  وسهولة  وسيكون النجاح  حليفا  للشيخ المخلص الجدير  الكفؤ الذي حقق إنجازات  ملموسة للمجتمع والقبيلة والشعب والامة. في  وجود حق التجديد  المكفول  لمن يحسن الانجاز الفعلي من خلال حصاد اغلبية اصوات مراجع الاسلاف المعنيين  بآختيار وتنصيب المشيخ. في كل قبيلة يمانية من مشائخ الضمان المعروفين في كل بطن وفخذ ولحمة  من أبناء  قبائل اليمن الاصيلة واقيالها الامجاد وصدق المثل الحميري القائل ( ماخراب إلا لصح  ).