وها قد ترجل الفارس البطل أنيس ابوحاتم

عرفته مقداما" خلوقا" كريما" قليل الكلام هادئ الطبع بشوش الوجه رحيم الهيئة طيب القلب ، فيه حمية وفيه نخوة و آصاله" عربية" ، فمزج بين طبع البداوة ورقي الحضر وبين الأخلاق والقيم وبين الفطنة والعلم فكان سفير الصفات الحسنة كشخصة الكريم ،اما مواقفة الوطنية فحدث ولا حرج فكم انشد للوطن يذوذ عن حماه وعن سيادته وعن هويته وعلمه وكم كان يرعب العملاء قلمه وجسده النحيل وكم قارع الطغاه وهو شاب فتي فقد حاز أنيس اعلى مراتب الرجولة والانتماء والمواقف الوطنية المشرفة ، كم سنفتقد لصوتك وكم سننعيك ونتذكرك بعد غيابك وكم سنقول اااح ياليت أنيس حي كان سيكون له موقف وكلمة ..

ياطير مالك لاتغرد صادحآ 
من نغمها الحسنىْ على العظماءِ 
مالليالي أسدلت أستارها 
سوداء جاثمتآ على الارجائي

رحم الله روحا" فارقتنا ولها في ثنايا قلوبنا دكرئ طيبة ، رحمة الله عليك ياصديقي وأخي وعزيزي أنيس ابو حاتم ، فمن أمثالك الكثير ليس هذا العالم مكانهم ولا هذة الحياة حياتهم ولأن لله في خلقه شؤون يصطفي من عباده الأخيار ويرفع منزلتهم في الدنياء ويحسن اليهم في الآخرة فقد اعد لعباده الصالحين الأنقياء منهم والطاهرين مالا عين رئت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ونحتسبك والله حسيبك من خيرة عباد الله والشهداء ولانزكي على الله احد ،كما نسأل الله سبحانه ان يلهمنا وأهلك ومحبيك الصبر والسلوان بعد ليالي عصيبة فائته عشناها لولاء لطف الله ورحمته بنا هدئت قلوبنا واطمئنت وسلمنا الامر لله الذي بيده حياتنا ومماتنا واستقمنا لقوله تعالى (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)

لما أتى نبأ الوفاةِ تراكمةْ 
لياٰ الهمومُ فجمدتَ أعضائيْ
ودعتناٖ يااخي بعد مجالسً
طيبتها بمحبآً ووفائي‌‌ِ

رحلت يا أنيس من الذنياء ولكن لم تغادر قلوبنا ، ورحيل الرجال الأوفياء خسارة لاتعوض كان الله معنا وفي عوننا وألهم قلوبنا الصبر والسلوان

وداعا" أنيس ابو حاتم
نم قرير العين ياشهيدنا البطل

كتب/عاصم بن قنان الميسري