الرئيس علي ناصر محمد يكشف خفايا وثيقة العهد والاتفاق ومادار بينه وبين الرئيس صالح وملك الاردن(1-2)

كريتر سكاي\خاص:

د.الخضر عبدالله

اوضح الرئيس علي ناصر محمد ان السياسة الخارجية لليمن الديمقراطية مرت بمراحل متعددة تفاوتت مابين القوة والضعف
وتغليب الايديولوجيا على حساب المصالح منطق الثورة على منطق الدولة والعكس.
وكان لكل مرحلة من هذه المراحل او الفترات سماتها منذ الاستقلال في نوفبر 30 نوفمبر 67م وانتهاء بالثاني والعشرين من مايو 1990م 
وهو تاريخ الوحدة بين الجمهوريتين اليمنيتين.
واكد اهمية سياسة اليمن الديمقراطية الخارجية جاءت من موقعها الاستراتيجي المتحكم في باب المندب عند ملتقى البحر الاحمر والمحيط الهندي والمتاخم للقرن الافريقي 
ومنطقة الخليج العربي الغنية بالنفط.
ويكمل الرئيس علي ناصر حديثه عن علاقة اليمن والمملكة الهاشمية ويقول:في 1994م عقد اجتماع في عمان برعاية الملك حسين وجرى التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق
من قبل الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض ومن قبل القوى السياسية كافة في اليمن برعاية اقليمية ودولية غير ان ماحصل كان التوقيع على الوثيقة دون صدق
النيات لان الفرقاء بمجرد مغادرتهم عمان حصل الافتراق الذي اعقبه الاقتتال واعلان الانفصال في حرب صيف 94م وقد شاركت في هذه الحفلة كل القوى السياسية اليمنية.
لاكون احد شهود التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق بين القوى المتصارعة ولكن كان يبدو ان المختلفين ارادوا ان يكسبوا الوقت لاستعداداتهم للحرب وكسب القوى المحلية والاقليمية 
والدولية في صراعهم العنيف ولهذا تفرقت بهم السبل بعد التوقيع مباشرة فمنهم من اتجه الى صنعاء ومنهم من قصد الرياض والكويت وغيرهما.

البيض ولوبي النفط
واوضح الرئيس ناصر:ان علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني كان قد زار الولايات المتحدة الامريكية ورتب لوبي النفط لقاء بينه وبين نائب الرئيس الامريكي ال غور
حيث حاول ان يكسب تفهما امريكيا لموقفه الداعم للانفصال دون ان يدرك ان مصالح القوى العظمى فوق تحالفات الاشخاص ومصالحهم لقد كان من مصلحة امريكا
حينذاك ان يبقى اليمن موحدا في جنوب الجزيرة العربية والعراق ضعيفا ممزقا بعد ان انهكته حربا الخليج الاولى والثانية ليبقيا فزاعة لدول الجزيرة واللخليج
اضافة الى البعبع الايراني في شرقي الجزيرة ويبدو ان الاستراتيجية الامريكية كانت تقتضي استمرار هذه الاوضاع والمخاوف ليبقى الجميع في حاجة اليها ولم يفهم البيض
موقف البيت الابيض وتعقيدات الوضع في المنطقة ويبدوا انه عاد بانطباع موداه امريكا ستقف الى جانبه وربما كان ذلك بتاثير من بعض جماعات الاحتكارات النفطية 
اضافة الى مواقف بعض دول الخليج التي كانت تعطي اشارات غير مرتبة تحرض فيها على المواجهة والانفصال وكانت هذه الدول ترى ان المنتصر مهزوم في هذه الحرب
لان اهدافها ستتحقق ولو جزئيا من نتائجها وقد عجلت هذه الاحداث بترسيم الحدود عام 2000م

موقف المملكة الهاشمية من الرئيس صالح
وبين الرئيس ناصر في حديثه:عاد البيض الى عمان من الولايات المتحدة الامريكية والتقى ملك الاردن الحسين بن طلال الذي استقبله وودعه في المطار وعامله كرئيس 
دولة وليس كنائب كما هو وضعه ويبدوا انه اعتبر تلك الحفاوة رسالة اخرى موجهه الى الرئيس علي عبدالله صالح وانها تدعم موقفه ولم يتفهم ذلك الملك الداهية الذي 
راهن عليه كاحد افراد البيت الهاشمي في مراحل متعددة.. اغضب ذلك الاهتمام علي عبدالله صالح وانصاره الذين يداوا يرددون ان البيض والعطاس وبن حسينون 
باعتبارهم ينحدرون من اصول هاشمية اصبحوا ضمن موسسة ال البيت(ماب) التي كان يرعاها الملك وكان ذلك جزء من التحريض والتشهير ببعض سادة حضرموت
الذين رفعوا راية الماركسية واللينينية والماوية وتحرير الخليج العربي في بداية حياتهم السياسية واظهار انهم يرتدون الان بحثا عن دولة هاشمية
وكان ذلك جزءا من الصراع والياته غير ان علي البيض لم يستثمر ذلك الاحترام والتعاطف الذي ابداه الملك له ففي الزيارة التالية في شباط فبراير 94م وعند توقيع
وثيقة العهد والاتفاق ابقى زوجته في الطائرة ولم ينزلها معه بالرغم من الحاح الملك وولي عهده عليه وهو ماعد عدم اهتمام او تقدير لجهود الملك واذا اضيف الى ذلك 
اصراره على المغادرة من عمان مباشرة الى الرياض بدلا من صنعاء او عدن كما يقترح الملك ويلح عليه فان كل ذلك عد سوء تقدير وبداية العد التنازلي في علاقته مع المملكة
الهاشمية.

عدن الغد