المجلس العربي يناشد هذا الطرف لإيقاف حرب غزة.

كريتر سكاي/خاص

سعادة السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة،

تحية طيبة، 
أود أن أعبّر لكم، باسمي الشخصي وباسم مؤسسة المجلس العربي، عن تقديري العميق وامتناني لموقفكم الشخصي وموقف الأمم المتحدة تجاه الحرب الشعواء في غزة وما تسببه من مجازر وكوارث في حق المواطنين المدنيين الأبرار.

ونُكبر فيكم التزامكم بالسلام والعدالة وحرصكم على حماية المدنيين وعلى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وسعيكم من أجل حل سلمي للصراع وفقاً لمقررات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.

ونعبر لكم في هذه المناسبة، عن خالص التضامن معكم تجاه الهجومات العدوانية ضد شخصكم والدعوات لاستقالتكم التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون  بالتزامن مع إجراءات عقابية  اتخذت ضد موظفي الأمم المتحدة.

السيد الأمين العام،

إن غزة التي تعيش منذ عقود طويلة تحت الحصار و الاضطهاد الذي تمارسه دولة احتلال ظالمة لا تعترف بحقوق الإنسان و لا بالقرارات الدولية تعيش اليوم مأساة مهولة تجاوزت فيها أعداد القتلى إلى اليوم 9500 شخص، منهم  3700 طفل و2300 امرأة ومست الإصابات قرابة 25 ألف شخص مسببة إعاقات و جروحا بعضها بليغة جدا، في ظل انهيار المنظومة الطبية بغزة نتيجة الاستهداف الاجرامي المباشر والحصار الظالم. و لم تنج من هذا استهداف البنية التحتية المدنية يوميا  مما انتج معاناة كبيرة وزاد من صعوبات السكان حيث أُجبر على النزوح إلى الحدود المصرية  ما يقارب مليونا ونصف المليون مدني دون غذاء ولا ماء ولا وقود ولا كهرباء ولا أدنى الخدمات الانسانية.
وكما لا يخفى عليكم، تشكل هذه الأعمال جرائم و انتهاكات خطيرة للقانون الدولي بشقيه الانساني والشق المتعلق بحقوق الإنسان. ولا خلاف في تصنيفها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ونحن إذ نعبّر لكن كببر قلقنا وشديد غضبنا بشأن هذه الجرائم و كلفتها البشرية المروعة، فإننا نأمل منكم خطوات جدية سريعة من أجل الوقف الفوري لها، وتوفير المساعدة الإنسانية الضرورية للمتضررين، وتزويد القطاع المحاصر بالماء والأغذية والأدوية ومقومات الحياة من كهرباء ووقود وغيرها. كما نأمل فتح تحقيق دقيق في تلك الجرائم من أجل تحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين عنها.

السيد الأمين العام،

سيسجل التاريخ بأحرف من ذهب من سيبذل كل جهده من أجل إنهاء الحرب الظالمة على غزة، وإنقاذ أهلها من القتل والتدمير المقصود، ومن سيعمل على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة المنصوص عليها بقرارات الأمم المتحدة التي لا تحصى ولا تعد والتي ظلت دون تنفيذ لغياب الإرادة الدولية. وسيسجل التاريخ كل من شارك بالدعم المباشر أو بالصمت القاتل في المجازر المرتكبة ضد الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.

نأمل أن يسجل لكم التاريخ ومعه شعوبنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم  دوركم الكبير و سعيكم الحثيث لإيقاف الحرب وإنقاذ حياة المدنيين حرصا منكم على تحقيق السلام وتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تضمن حقوق الفلسطينيين في الأمن والاستقرار والسيادة وتأسيس دولتهم المستقلة.

مرة أخرى لكم منا جزيل الشكر و عظيم العرفان  لجهودكم وتفانيكم، في خدمة الحق والعدل و السلم والأمن ونتمنى لكم التوفيق في كل جهودكم.

مع خالص التقدير،

رئيس المجلس العربي 
د. منصف المرزوقي