خالد سلمان يتحدث عن الدولتين التي ساعدت في تهريب سلاح متقدم لهذه الجماعة باليمن

كريتر سكاي/خاص

تحدث الصحفي خالد سلمان حول اعلان الحرس الثوري عن تهريب السلاح المتقدم للحوثي وكان آخرها صاروخ محيط.

وقال خالد سلمان في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بمنصة إكس:
 

أعلن الحرس الثوري  عبر وكالة “تسنيم” المقربة اليه ، عن تهريب السلاح المتقدم للحوثي وكان آخرها صاروخ محيط،  الذي يحمل باحثاً بصرياً لتحديد الهدف ، ويصل مداه إلى ١٩٩٠ كيلومتر . 
في الملف اليمني تتماثل عُمان بمخاطرها مع إيران،  فطهران مصدر شحن السلاح ومسقط محطة تهريبه،  عبر أراضيها الممتدة والمتداخلة والرخوة مع جنوب اليمن ، وعبر أدواتها المحلية التابعة لها في المناطق والمنافذ المحاذية. 
إبقاء واشنطن القناة العمانية مفتوحة ونشطة ، ويد إيران طليقة في ضخ السلاح النوعي نحو وكيلها الحوثي ، تتكشف الهواجس المرتابة من أن لا إضعاف جدي للجماعة الحوثية ، وأن لا قرار إمريكي بريطاني في حسم المنازلة معه بإطاحته، أو حتى تهشيم روافع قوته وتدمير بنيته العسكرية التحتية ، وكأن هذا المعطى -إستمرارية التهريب التوافقي - يدخل في سياق تفاهمات إمريكية إيرانية لمقايضة ملفات تدار تفاصيلها بواسطة عمانية. 
لايمكن فصل الإثنين عن بعضهما ، قوة الحوثي المتنامية جراء تهريب السلاح الإيراني ، ودور عمان في تقديم الخدمات اللوجستية لإنجاز مهام توصيل السلاح ، من المصدر المنتج إلى المستخدم الأخير سلطة صنعاء. 
مسقط الرئة التي يتنفس منها الحوثي سياسياً وعسكرياً ، فهي مقر لناطقيه ومطابخه  السياسية ، ومنصة لرسم السياسات بينه وبين أطراف محسوبة على الرئاسي،  وحتى توثيق العلاقات الثنائية بين الحوثي والقاعدة وأطراف الإرهاب الشتى، وعسكرياً يبرز دور عُمان في خرق الحصار الشكلي الأممي المعلن ، وتسخير كل إمكانيات السلطنة لحماية ممرات التهريب وجعلها أكثر  إنسيابية ومضمونية. 
حين تصل صواريخ الحوثي حتى البحر الأبيض المتوسط  كما حدث يوم أمس الأول الثلاثاء، وتتسع جغرافية النفوذ الإيراني من باب المندب وحتى جبل طارق ، علينا أن نفتش أيضاً عن عُمان وبدرجة متساوية من الضرر مع طهران،ولن نُفاجئ إذا ما اكتشفنا أن صاروخاً حوثياً قد تمكن من استهداف خط الملاحة البديل في رأس الرجاء الصالح. 
في حسابات الحقل والبيدر لا تطابق بين الإثنين  ، حيث رعاية عمان للتسوية ، مع إبقاء كعب الحوثي العسكري أقوى من جميع الأطراف المحلية،  لا ينتج قطعاً حلاً  قابلاً للحياة  ، وإن التسوية تستوجب تجفيف تدفقات السلاح،  وخلق توازناً يسهل تمرير الحل المستدام  ، إنجاز هذا التوازن لابد أن يأخذ أحد طريقين : أما بتقوية مناهضي الحوثي المحليين  أو إضعاف الحوثي   عسكرياً ، ومع الأسف لا يحدث لا هذا ولا ذاك، وبقيت كل ضربة لمخزون سلاح صنعاء ، يقابلها تنشيط دروب التهريب المُحكم عبر سلطنة عمان لتعويض الفاقد لمنح صنعاء في سُلم القوة اليد الطولى  ، وسياسياً إنتاج تسوية تصب مخرجاتها لصالح الأقوى. 
وعليه فان السلطنة غير محايدة في وساطتها، ومنحازة سياسياً وعسكرياً للحوثي ،  وإنها جزء من المشكلة لا جزء من الحل.