اليافعي يوضح الفرق بين نظام الدولة في الجنوب والشمال

كريتر سكاي/ خاص

قال الإعلامي ياسر اليافعي: ‏في شمال اليمن، لم تكن هناك دولة عميقة بالمعنى الحديث سوى تلك التي أسسها نظام الإمامة، والذي استمر في الحكم لقرون طويلة. هذا النظام ورث مظالم اجتماعية واقتصادية جسيمة، شملت ممارسات الاضطهاد والاستبداد وحتى العبودية في بعض جوانبها، مما شكل إرثًا ثقيلًا على كاهل المواطن في تلك المناطق. هذه التراكمات التاريخية أضعفت البناء الاجتماعي والسياسي للشمال، ما جعل سقوطه في يد الحوثيين أمرًا سهلاً. إذ تمكنت بقايا دولة الإمامة من التسلل إلى مؤسسات الدولة الحديثة عبر اختراق نظام علي عبد الله صالح وحزب الإصلاح، والسيطرة تدريجيًا على مفاصل الحكم.

واضاف : أما في الجنوب، فالصورة مختلفة تمامًا. لم تتشكل هناك دولة عميقة مستقرة على مدى التاريخ الحديث. حتى دولة الجنوب في ظل الحزب الاشتراكي اليمني، التي استمرت قرابة 23 عامًا، تركت أثرها على جيل واحد فقط ولم تمتد جذورها في عمق الأجيال المتعاقبة. وقبل ذلك، كانت المنطقة تتألف من سلطنات ومشيخات ودول صغيرة، لكنها لم تنتج إرثًا مؤسساتيًا مستدامًا. هذا الغياب للدولة العميقة أسهم في خلق ثقافة مغايرة، حيث يميل المواطن الجنوبي إلى التمرد على السلطة بكل أشكالها، متبنياً نهجًا أكثر استقلالية ورفضًا للهيمنة.