حملة واسعة لتجويع الأطفال في عدن

(كريتر سكاي):خاص
كتب / صديق الطيار: إذا كانت الحملة الأمنية التي وجهت بها قيادة التحالف العربي اليوم جميع التشكيلات والقوات الأمنية في عدن لاحتجاز السيارات والدراجات النارية غير المرقمة وغير المرسمة، لإثبات أنها - أي قيادة التحالف - حريصة على حياة المواطن في عدن وعلى أمنه واستقراره، وأنها مهتمة بمصلحته ويسوءها خوفه وقلقه وكل ما يعكر صفو حياته.. أليس الأولى بقيادة التحالف أن تتبع إجراءات أخرى أسلم وأفضل و(أرحم) من حملة مفاجئة لاحتجاز سيارات ودراجات نارية يقتات معظم سائقيها وأفراد أسرته وأطفاله من العمل عليها، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة الحالية التي تتجرعها أكثر الأسر في عدن، وفي مقدمتها الأسر النازحة من مناطق الساحل الغربي..
أليس إجراءً سليما و (رحيماً) لو كانت أعلنت قيادة التحالف لجميع مالكي السيارات والدراجات النارية غير المرقمة بالتوجه إلى إدارة شرطة السير في عدن بترقيم وترسيم سياراتهم ودراجاتهم النارية (مجاناً) وأنها هي من ستتكفل بسداد جميع رسوم الترقيم والترسيم، وتضع لهم مهلة زمنية (أسبوعين مثلا)، وتعلن أنها بعد انقضاء المهلة  ستوجه القوات الأمنية باحتجاز أي سيارة أو دراجة نارية غير مرقمة وغير مرسمة..
بهذه الطريقة أظن أن قيادة التحالف العربي تثبت حرصها  على أمن واستقرار عدن وأهلها وسكانها.

وأعتقد أن الحملة التي دُشّنت اليوم (بشكل مفاجئ) لاحتجاز السيارات والمركبات والدراجات النارية غير المرقمة - بتوجيه من قيادة التحالف - إجراء غير سليم ويزيد من تعقيد الأمور ، فضلا عن تسبب الحملة في تفاقم الوضع المعيشي لدى الكثير من الأسر التي تعتمد اعتمادا كليا في معيشتها  - بعد الله عزّ وجل - على هذه المركبة أو تلك الدراجة النارية، كما هو حاصل لغالبية الأسر التهامية النازحة.
فكما هو معلوم أن إجراءات ترقيم وترسيم السيارات أو الدراجات النارية يتطلب مبالغ مالية تقدر بعشرات آلاف الريالات، والتي لا يقوى أكثر ملاك السيارات والدراجات على توفيرها في ظل الظروف المعيشية القاسية الحالية.. الأمر الذي يدفع بهذا المواطن إلى (تركين) سيارته أو دراجته وبالتالي التوقف عن العمل خوفا من احتجازها.

من وجهة نظري، أن الحملة (المفاجئة) لم تراعِ ظروف المواطن الاقتصادية والمعيشية، ولم تحد من خوفه وقلقه بسبب الانفلات الأمني الحاصل مؤخراً في عدن.. بل أرى أن الحملة عكرت من صفو حياة المواطن في عدن، وضاعفت من الخوف والقلق (المعيشي) لدى الكثير من الأسر ممن تعتمد في تسيير أمور حياتها على مركباتها ودراجاتها (الأجرة) في توفير مستلزمات العيش من مأكل ومشرب وملبس ودواء....الخ.

ومن يعلم.. لعل بسبب هذه الحملة المفاجئة (الهوجاء) بات الليلة الكثير من الأطفال دون تناول وجبة العشاء، ولعلهم بعد استيقاظهم صباحا وهم يتضورون جوعا لا يجدون ما يسد رمقهم ويطفئ حر جوعهم..