تعرف على قصة يمني يجمع نصف مليار ريال لمساعدة الفقراء

كريتر سكاي - خاص

ألهمت لحظة انكسار والد طفلة لايزيد عمرها عن ستة أشهر أصيبت بورم حميد وعجز عن علاجها، الشاب محمد باحباره ليؤسس منصة في مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات للفقراء حتى بات اليوم يخدم الآلاف وبلغ حجم التبرعات التي جمعها وزملاؤه نحو نصف مليار ريال يمني.

 

الشاب المنحدر من محافظة حضرموت شرق اليمن وهو في عقده الثالث، تمكن بصدقه والشفافية التي يتبعها وزملاؤه من كسب ثقة المتبرعين يقول انه وفي منتصف العام 2015 وبينما كان يعمل مديراً في فرع مؤسسة معالجة السرطان قابل رجلاً يشكو له عجزه عن علاج ابنته ذات الأشهر الستة التي أصيبت بورم حميد في الظهر، وجعلها غير قادرة على الحركة، فاعتذرنا منه لأن المؤسسة تتدخل في الأمراض الخبيثة فقط، فغادرَ الرجل بوجه حزين.

 

ويقول، بعد أن غادرنا الرجل منكسراً تعاطفت معه وتبعته إلى خارج المؤسسة واقترحت عليه نشر منشور في مواقع التواصل الاجتماعي مع عدم ذكر اسم الطفلة، غير أن الأب رد عليه بالموافقة قائلاً: «انشر حتى صورتها، المهم تتعالج».

 

لم يكن الشاب يدرك أن هذا المنشور سيغير وجهة حياته العملية فكتب منشوراً عن الحالة مرفق به التقرير الطبي والكلفة 250 ألف ريال يمني، يتذكر الآن ذلك الموقف ويقول لم يمر سوى نصف اليوم حتى تجاوب معي أحد الوزراء في الحكومة اليمنية حينها، وتبرّع بنصف المبلغ، ولم يكتمل اليوم إلا والمبلغ كان مُكتمّلًا لدينا .

 

وبعد أن أجرت الطفلة العملية بنجاح وشاهد ابتسامتها وعندها قرر المضي في العمل الخيري التطوعي وأسس منصة سفراء السعادة تيمناً بالفرحة التي ارتسمت على وجه الطفلة وأسرتها، ومثل أي بدايات لم يكن النجاح سهلاً ولكن بعد جهد اصبح محط ثقة الكثير من فاعلي الخير وخلال عامي 2018-2019 فقط، نفذت المبادرة 54 مشروعاً خيرياً، استفاد منها 612 ألف شخص على مستوى محافظة حضرموت.

 

وحول تقبّل المجتمع لأعمال المبادرة، يتحدّث مؤسس مبادرة»سفراء السعادة«الشاب باحبارة:»البداية كانت صعبة جدًا، والمجتمع لم يتقبل ذلك، ورغم ذلك قمنا بالتسويق، بدءًا بالعمليات الجراحية ومرورًا بالعلاجات أو كفالة أيتام، ووصولًا إلى السلال الغذائية، وختامًا بمشاريع خيرية، مثل بناء المساجد وماء السبيل«.

 

يضيف لسنا جمعية أو مؤسسة خيرية، ونعمل بدون أي ميزانية، ونضطر أحيانًا أن ندفع من جيوبنا، وفي أوقات لا نجد شيئاً في منازلنا، وتتراكم علينا الديون، ولكننا لا نمد أيدينا إلى ريال واحد من أموال المتبرعين».

 

ويقول: «لايوجد عمل من دون مشاكل وأبرز ما يواجهنا هو أن معظم المتطوعين حالتهم المعيشية متعبة، وليس لدينا القدرة على أن نمنحهم أي مبالغ حتى وإن كانت رمزية ومنذ 2015 إلى اليوم لم يستلموا سوى سلة غذائية واحدة فقط»

 

وفي بلدٍ يعيش مرارة الحرب والنزوح واصل سفراء السعادة أداء رسالتهم إذ إن 70‎ ‎ في المئة من سكان محافظة حضرموت يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وشملت مبادرتهم جميع المحتاجين، ومع ذلك فإن هناك حالات متراكمة تنتظر يد العون سواء من سكان المحافظة أو من النازحين الذين فروا من القتال في المحافظات الأخرى.