الحبيب ابوبكر المشهور يصدر بيانا بشأن فيروس كورونا باليمن

كريتر سكاي/خاص:

اصدر العلامة الحبيب ابوبكر المشهور بيانا جاء فيه:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على سيدنا وحبيبنا محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوجه رسالتي سائلا مولاي التوفيق فيما سأقوله وأطرحه إلى كل إخواننا وأهلنا واصحابنا وطلابنا وكل من يرغب في معرفة مادعانا إليه ديننا ورسولنا في الظروف الإستثنائية والاحترازية ، وحديثي معكم هو من باب الحرص على ان نكون نحن ومن يحمل راية العلم والدعوة أول المبادرين بالإحتراز والوقاية، لانه كما تعلمون القدوة الحسنة في كل مجتمع هي محط النظر.
واليوم امامنا مرحلة اشبه ماتكون بحالة الطوارئ
انتشر هذا المرض وهذا الفيروس كما تعلمون في العالم كله وواجهته الدول والشعوب بما لديها من طاقات وإمكانات ، والموت والحياة بإذن الله ولا يمت احد بفيروس او يعيش لعدم وجوده ، لكن نحن امام نصوص شرعية وقيم اخلاقية ومواقف أبوية نبوية تجعلنا نعرف كيف نتخذ المواقف امام الأزمات ، فبلادنا بالعموم اليمن وكذا عدن وحضرموت ، ربما ظهر فيها شيء من هذا الوباء المتحدث عنه ، وكلنا يعلم الحالة التي فيها بلادنا من العجز والضعف والآثار التي اصابتها بسبب الظروف المتغيرة ، فاليوم بقي علينا نحن كشعوب او كمواطنين ورعايا ان نفهم دورنا وواجبنا ، فلا تستطيع المستشفيات ان توجد العافية ولايمكن ايضا للجهات المسؤولة ان تمنع الموت ، هذه امور مبنية على جانب منه قضاء وقدر وجانب منه احتراز من القضاء والقدر ومجرياته.

فالذي علينا واياكم من الرجال والنساء والكبار والصغار والعلماء وطلاب العلم وكافة الرعايا أن نقيم الواجب الذي علينا وهو الاحتراز من مجريات القضاء والقدر ، والاحتراز امر لابد منه وأول اسبابه الدعاء فلا يرد القضاء الا الدعاء ونحن نحتاج الى بذل الجهود ليلا ونهارا في التوجه الى الله سبحانه وتعالى لرفع هذه الحالة بخصوص هذا الوباء وغيرها من متعلقات الامراض والحميات وما شاكلها وهذا الجانب الأول .

اما الجانب الثاني فان الدعاء من غير وقاية ربما لا يؤدي الدور، وانما يجب ان نتوقى كل مامن شأنه ان يعرض الناس والمجتمع والاسر الى الخطر ، فلابد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة وهذه من وظائف الأطباء والدكاترة يشرحوها للناس ، لكن نحن نتكلم من جانب شرعي ديني بأخذ الاسباب ، ومن الأسباب وسائل الوقاية وكما ترون وتسمعون مايسمى بالتعقيم وكذا الكمامات واغطية الأيدي وكل ذلك مما هو معروف في هذا الجانب فان هذا جزء مما يجب ان نحافظ عليه ، ويجب أن نعي شيء إسمه الثقافة الصحية سواء كانت للفرد أو للأسرة أو للمجتمع ، فبتكاتفنا وقيامنا بما نستطيع من الإحترازات التي ندعى إليها من الجهات الرسمية أو الصحية سيساعد كثيرا على تضييق الخناق على هذه الأمراض .

ولا أقصد أن الناس تترك أعمالها أو وظائفها ، بل مقصودنا الإحتراز فإن كنت في وظيفة أو كانت المرأة في البيت أو كان هناك اختلاط بين الناس سواء في بيوت الله أو كان في الأسواق أو كان في أماكن أخرى فلابد من الإحترازات وهي استخدام سبل الوقاية ، وبعد ذلك فما يجريه الله كائن لكن عندما نلتزم فقد التزمنا بالنص الشرعي من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إعقلها وتوكل ) ، استخدم أسباب الوقاية ثم بعدها توكل ، فإن الأسباب تساعد على إيقاف خطر الوباء ومن أراد الله له الأصابة حتى لو توقى سيصاب وهذا مما ينبغي أن نعتقده من قضايا الإيمان والعقيدة فمن أشرف أمور العقيدة أن أعلم أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) ، ولكن بعد اتخاذ أسباب الوقاية فإذا اتخذنا أسباب الوقاية فهي ستساهم وتساعد على أن يصد الله سبحانه وتعالى عنا العلل والأمراض ، ومعلوم أن من يدعى من الناس للبقاء في بيته والتزام مكانه حتى لا تتسع دائرة الإختلاط إلا للضرورة فهو أمر في حديث وارد بما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر :( أن من بقي أيام الطاعون في بيته صابرا محتسبا كتب الله له أجر شهيد ) سواء استمر في حياته أوجاءه الموت في بيته ، وهذا يبين لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام يهتمان بالأمه ويهتمان بصحتها ووقايتها وبما يجب أن تتخذه في الظروف الإستثنائية.
ثم اعلموا بارك الله فيكم جميعا أن هذا لم يكن من قبل مثله حتى ماجرى من سابق الطواعين في المجتمعات العربية أو غيرها لم تكن على هذه الصفة ، هذه الحالة التي نحن نعانيها تحمل شقين :
الشق الأول : تدخلات شيطانية إبليسية لأجل الإضرار بالشعوب لأهداف يعرفها أصحابها
الشق الثاني : إصابات في المجتمعات بعد هذه الأمور المخطط لها أوصلت الشعوب إلى ما أوصل إليه ، فإذا رأينا حرب من الحروب أو آفة من الآفات بواسطة جهة معينه لابد أن تشمل الناس بالموت والإصابة ، فنحن أولا نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ الأمه فهذا الواجب علينا ، لكن عندما نريد أن نعرف علينا أن نعرف أن هذا جزء مما يخطط له الشيطان وأتباعه لإفشال الشعوب وإفقارها وإسقاط قيمها وأنتم ترون كيف بدأ التنازل حتى من العلماء وترون الإختلاف في الآراء والإختلاف في الأقوال ، فالعامي يتكلم وطالب العلم يتكلم والعالم يتكلم وكلهم يتكلم في القضاء والقدر والأخذ بالأسباب بالطريقة التي ألفوها وكأننا لسنا في حالة استثنائية وهذا خطأ فادح ، فالإسلام يضع لقضية الحالات الإستثنائية مواقف وهذا عندنا من سنة المواقف أن الإنسان يتخذ أمام كل تغير ومستجد موقفاً يتلائم مع تلك الحاله
سواء طالت أو قصرت ، ومن لم يهتم بمثل هذا الأمر فهو إمام إنسان متواكل وإما إنسان لم يعي ولم يفهم مسؤولياته في هذه المجتمعات.
فعسى بإذن الله أن نستعيد توازننا ونعرف الحالة ، وأيضا في ذات الوقت نقدم الشكر الجزيل للجهات الطبية في المستشفيات والصيدليات ومواقع التعقيم على هذه الخدمات التي يقدموها في كثير من الأماكن معرضين أنفسهم للخطر لكنهم يجاهدون في سبيل الله ولهم المقام الكبير في الدنيا والآخرة بهذا العمل وبهذا الصبر وبهذه المباشرة لمعالجة المرضى ، كما أن كل من يسهم من الجهات الرسمية أو الجهات الشعبية أو المنظمات أو الجمعيات أو أي جهات معينه تقدم خدمة سواء كان في تجهيز مايحتاج إليه الناس عند المساجد أو في الأسواق أو في مواقع العمل من وسائل التعقيم والمحافظه وغيرها من أمور الوقاية فنحن نسأل الله لهم التوفيق والبركة في أرزاقهم وفي أوقاتهم وفي أحوالهم ، لأن اليوم على كل منا أن يمد يده بما يستطيع ، وجزء من مد اليد أن نقول مثل هذا الكلام ليسمعه الجميع ، وبالطبع هناك أناس سيفسرون مثل هذا القول تفسيراً آخر لكن الموقف لا يقتضي أن ننتظر حتى نسمع فلان أو جهة حتى تتكلم بلسان أو بفكرة أخرى .
نحن الآن أمام مسؤولية واحدة تقتضي أن نتخذ موقفاً واحدا حفظا للناس وحفظا للبلد وحفظا لأطفالنا وحفظا لحاضرنا ولمستقبلنا وحفظا لأمتنا وخاصة في بلدان ومناطق ضعيفة الإستعدا للوقاية .

بارك الله فيكم وحفظكم وحفظ الجميع ووف الجميع للأخذ بالإحترازات التي تتناسب مع المرحله في هذه الحالة الإستثنائية ، وكلنا وإياكم نتوجه الى الله بأن لا تطول هذه المرحله ونسأله أن يزيل عنا وعنكم وعن بلادنا وبلاد المسلمين هذه الحاله المفاجئة ، ونسأل الله تعالى أن يجزي من كان سببا في ذلك مايجزيه في دنياه وأخراه وأن يعيد لهذه الأمه ولكل إنسان على هذه الأرض ماله من حق على العيش فيها مع الصحة والعافية ، نحن نتوجه إلى المولى سبحانه وتعالى وهو الكافي والشافي والمعافي أن يمن علينا بالتوفيق للأخذ بالأسباب وأن يجعل لنا في الأخذ بالأسباب حفظاً ووقاية لنا وبيوتنا وأهلنا من كل شر سواء كان في هذا الوضع أو كان في غيره فما نحن إلا عبيد والعبد ليس له إلا مولاه ، توجهنا إليك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين أن ترحم الأمة في ضعفها وفي عجزها وفي تقصيرها وفيما أصابها وماهي فيها من هذه البلايا والإحن والمحن والفتن ماظهر منها وما بطن ، وليس للغمة كاشف إلا أنت ( ليس لها من دون الله كاشفه).
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والحفظ والسلامة وصلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".