الفيديو والقانون(قصة قصيرة)

كريتر سكاي/خاص:

أحرزت المركز الأول في مهرجان الشباب العربي السادس في الرياض في مسابقة القرآن الكريم تلاوة وتجويدا .. وعند منصرفي عائدا إلى بلدي عدن ، اشتريت جهاز فديو ذا جودة تقنية عالية كان سعره في عدن ألف دولار (350) دينارا جنوبيا .. وعند مغادرتي مطار الملك عبدالعزيز الدولي تعرض لي المفتشون والموظفون في المطار بالسخرية وكرروا علي عبارة (مقرئ و واخذ فديو) ؟ ، كإستفهام استنكاري في ظل شدة وطأة رجال الدين في المملكة وكان ذلك عام 1983م وعمري آنذاك عشرين سنة في عز ريعان الشباب ..

أخذت الفديو ووصلت إلى بلادي وعزوتي عدن ، وفي المطاز احتجزوا الفديو كإجراء قانوني حتى استيفاء الضريبة والتي كانت (570) دولارا (40) دينارا جنوبيا !

وضعت الفديو في المطار وأخذت الإيصال ، واحتفت بي الصحف الصحف الجنوبية وبفوزي في المسابقة وبتشريفي لبلادي التي اتهمت بمحاربة الدين من قبل (الرجعية العربية) ماعلينا .. لم يشفع لي ذلك كله في إعفائي من الضريبة في بلد يحترم القانون بقوة !

تقدمت بطلب إلى رئيس الدولة آنذاك فخامة الرئيس علي ناصر محمد ، رزقه الله الصحة وعافاه ، بإعفائي من الضريبة فوجدت أنه - وهو رئيس الدولة ، والقابض على أمورها بقوة لا تلين - لا يملك الاستثناء ولا التمرد على قوانين بلاده ونظامه ، فأمر أن يصرف لي مبلغ الضريبة من صندوق النفقات السياسية في اللجنة المركزية ، ووجه بصرف 40 دينارا أخذتها إلى جمارك المطار وسددتها بسند رسمي وأخذت جهازي !

كم هي رائعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقوانينها ومسؤولوها والتي وإن كانت فيها شيء من القسوة لكنها تعود بالنفع لكل المجتمع ، كان الموظف الجنوبي يدفع ثمن علاج الطفل اليمني وخدمات التحسين على شكل استقطاعات شهرية من راتبه ليعود خيرها على الجميع بلا استثناء ، فيما وصل الحال في ظل دولة الوحدة إلى التردي المخزي واللطش والسرقة لرواتب الموظفين فضلا عن نهبها لعدة أشهر ، ولو اشتكيت أو صحت فلا مجيب ، ولسان الحال يقول : يا فصيح لمن تصيح ؟!!

بقلم/أنيس العدني..