حديثُ الكلام

كريتر سكاي/خاص:

ضُمِّي شَتاتي فقد حُطِّمتُ يا أُمِّي
لَعَلَّ روحي تَعودُ الآنَ بالضَّمِّ

كادَت تفِيضُ كمِثلِ النِّيلِ أَورِدَتي
مِن شِدَّةِ الخَوفِ والأحزانِ والغَمِّ

كَم صِحتُ بالآهِ لكِن لَم يُجِبْ أَحَدٌ
كأَنَّني صِحتُ بَينَ الصُّمِّ والبُكمِ

وكَم كُسِرتُ وكَم واجَهتُ عائِقَةً
واجتَزتُها بخُطَى الإصرارِ والعَزمِ
..

لَم أذرِفِ الدَّمعَ والآلامَ مِن مُقَلي
ولَم أَعِشْ فِي حَياةِ التِّيهِ والوَهمِ

حتَّى شَرِبتُ مَعَ العُشَّاقِ ذاتَ مَسًا
وهَا أَنَا الآنَ أَحسُو لَعنَةَ الإِثمِ

قد ذُقتُ مِن حُبِّ لَيلَى كُلَّ مُوجِعَةٍ
كَم جُرِّحَ القَلبُ مِن لَيلَى وكَم أُدمِي

---------

ضُمِّي لِأَستَنشِقَ المَعنى
وأَقطِفَهُ شِعرًا
بدُونِ أَسَى التَّكليفِ والنَّظمِ

الشِّعرُ مَا الشِّعرُ إلَّا آيَةٌ نَزَلَت
مَا زَالَ يُبحَثُ فِي إِعجازِها العِلمِي

والشَّاعِرُ الفَذُّ قَلبُ الحَرفِ يَنبِضُهُ
ورُوحُهُ تَهطِلُ الأبياتَ كالغَيمِ

وبالقِراءَةِ تَذكُو شاعِرِيَّتُهُ
كَمَا يُذَكِّي الوُقودُ النَّارَ فِي الفَحمِ

ضُمِّي ..
فآخِرُ مَا فِي العُمرِ قافِيَةٌ ثَكلَى
وأَوَّلُ تَوقيعٍ عَلَيهِ اسمِي

---------

قد كانَ يَملِكُ عَقلي أَلفَ نافِذَةٍ
كُلُّ المَسائِلِ لَم تَقدِرْ على فَهمِي

بَحَثتُ عَن حَلِّ أَلغازِ البِلادِ فَمَا
وَجَدتُ حَلًّا لِلُغزِ الجُوعِ والظُّلمِ

هِيَ البِلادُ تُحِبُّ العَيشَ مُنهَكَةً
وتَستَريحُ على الأَنقاضِ والهَدمِ

مَتَى سنَكتُبُ حُبًّا فِيكَ يا وَطَنِي ؟!
أَمَا اكتَفَيتَ مِنَ الأَوجاعِ والضَّيمِ ؟!

---------

ضُمِّي لأَرجَعَ طِفلًا لا يَهُمُّ وَلَا ..
إِن نامَ - لا شَكَّ - لَاقَى رَاحَةَ النَّومِ

أَرجُوكِ ضُمِّي فَإِنِّي مُتعَبٌ قَلِقٌ
تَسِيرُ ذَبذَبَةُ الجُدرانِ فِي عَظمِي
..

لا خَوفَ مَا دامَ رَبُّ العالَمِينَ مَعِي
بِذِكرِهِ كُلَّ حِينٍ ؛ يَنجَلي هَمِّي

ومَا يَزالُ أَبِي خَلفِي يُسانِدُنِي
وآخِرَ الليلِ تَدعُو اللَّهَ لِي أُمِّي 

حسين المحالبي
٢٠٢٠/٩/٢٨م