خمرة في الكأس

حسين المحالبي

صُبِّي لَهُ خَمرَةً فِي الكأسِ أَو قَهوَةْ
لا حُبَّ فِي قَلبِهِ يَغلِي ولا نَشوَةْ

ولا وُرودَ يُحاكِيها فَقَد هَرِمَت
رُوحُ الوُرودِ مِنَ الحِرمانِ والقَسوَةْ

فَيروزُ فِنجانُها المَمسُوسُ يُسكِرُهُ
والعَندَليبُ يُذَكِّي الحُزنَ والصَّبوَةْ

لَهُ فُؤادٌ مِنَ الإِسفَنجِ تَضغَطُهُ
تَغوصُ فِي ذِكرَياتٍ كُلِّها رَغوَةْ
.
.

قَد كَانَ يَنزِفُ فِيكِ الشِّعرَ أَخيِلَةً
حَتَّى تَرَكتِ لَهُ فِي صَدرِهِ فَجوَةْ

بِقَلبِ قَيسٍ يَرومُ الليلَ فِيكِ هَوَىً
ويَسأَلُ البَدرَ شَوقًا عَنكِ يا حُلوَةْ

يَقولُ : يا بَدرُ قُلْ مَا لَونُ بَشرَتِها ؟
يَرُدُّ : سَمرَاءُ فِيها تُوقَدُ النَّزوَةْ

وكَيفَ يَمتَزِجُ العُنَّابُ فِي فَمِها ؟
بِالأُغنِياتِ وطَعمِ التُّوتِ والشَّهوَةْ

بِقَلبِ قَيسٍ
تَنَمَّى الحُبُّ ذَروَتَهُ فِيها ..
ويَا لَيتَهُ لَم يَبلُغِ الذَّروَةْ
.
.

مَاذا سَكَبتِ لَهُ حَتَّى انتَشَى أَلَمًا
وباتَ يَشتُمُ فِي أَشعارِهِ النِّسوَةْ

يَقولُ : يَا بِنتُ والخُذلانُ يَلبَسُهُ
وعَينُهُ لَم تَذُقْ نَومًا ولا غَفوَةْ

لَمَّا أَخَذتِ بِكَفِّي أَبصَرَت قَدَمِي
واجتَازَتِ الدَّربَ حُبًّا خَطوَةً خَطوَةْ

والآنَ أَعبُرُ لا كَفًّا ولا سَنَدًا
أَفِرُّ مِن هَفوَةٍ تَصطادُنِي هَفوَةْ
..

لَقَد تَعَلَّمتُ دَرسِي ..
والهَوَى قَدَرِي ..
آمَنتُ بِالقَدَرِ المَصلوبِ يَا إِخوَةْ

.
حسين المحالبي
٢٠٢٠/١٠/٢٤م