الأمير أحمد فضل القمندان.. مؤسس إمارة الفن والإبداع.. في ذكرى رحيله ...

الأميرة/ مريم صالح مهدي العبدلي (حفيدة القمندان)


تهل علينا بتاريخ الأول من اغسطس 2018 الذكرى الـ 75 لرحيل الأديب والشاعر والقامة الوطنية والكاتب والخبير الزراعي، القمندان أحمد فضل بن علي محسن العبدلي، طيب الله ثراه.. الذي لم تخلُ قصيدة من قصائده الغنائية الجميلة والخالدة، الا وذكر وتغنى ببساتين الحسيني، بل واستلهم معظم قصائده، من جمال وروعة بساتين الحسيني، والتي كانت آية في الجمال، بروعتها وأشجارها وجدوالها المنسابة الرقراقة، وبفواكهها المتنوعة، المنجا بمختلف اشكالها وأنواعها، الخريف (البلح التمر) والفنص والجامبو والجمرك والعاط والموز بمختلف انواعه، السكري الشيناوي ابو نقطة، والبيدان والعباسي والعناب والنارجيل والتين وقصب السكر ويوسف أفندي  والبوبيا والعنب الرازقي، وازهارها ووردها بمختلف اشكالها والوانها.. فلها وكاذيها ومشمومها وحنونها، زهور الياسمين.. النرجس.. القرنفل.. شجرة المستحية.. بل ان القمندان غرس أشجار التمبل التي تستخدم اوراقة في التمبل الذي كان يستخدمه الكثير من ابناء عدن، وبالذات الجالية الهندية، ولازال يستخدم حتى يومنا هذا، في الكثير من المدن والمناطق الجنوبية.


كل تلك الأشجار والزهور استقدمها وجلبها القمندان من الهند وبعض الدول الاخرى.. وغرسها في بستان الحسيني، وسهر واعتنى بها وحافظ عليها، ومنها انتقلت وانتشرت في الكثير من المدن والمناطق اليمنية، وخُلد بها، كما خلد فنه وأدبه وأشعاره الجميلة.


والقمندان استحق وبجدارة لقب (باني نهضة لحج الثقافية والأدبية والزراعية).. وللأسف اليوم من ينظر الى بستان الحسيني، يجد ان العبث والتدمير قد طالاه وأتيا عليه بالكامل.. والكثير من الأشجار والفواكه والزهور قد انقرضت، وأصبحت من الماضي الجميل.


هكذا أحب الأمير القمندان احمد فضل بن علي العبدلي، طيب الله ثراه، بستان الحسيني وتغنى به في الكثير من قصائده الغنائية الرائعة والجميلة، وكان بستان الحسيني جزءا مهما في حياة الأمير القمندان:

* في رياض الحسيني.. يا صباح الباكري

بستان الحسيني شهد أجمل ابداعات القمندان، وكانت ليالي السمر والغناء والرقص الشعبي الجميل تقام في بستان الحسيني، وتستمر حتى فجر اليوم التالي، وكان في مقدمة المشاركين والداعم لتلك الامسيات، الأمير القمندان، فتجده بين اوساط المشاركين الذين يحضرون من مختلف المناطق من لحج وعدن وابين وغيرها، بالاضافة الى عماله الزراعين.


كان القمندان انساناً بسيطاً متواضعا، لم يفكر في يوم من الأيام بسلطة او جاه، رغم انه امير وقائد للجيش العبدلي واخ للسلطان. فقد ترك كل شيء وكون امارة خاصة به (امارة الفن والابداع)، والتي نهل وينهل منها كل المبدعين في طول وعرض الساحة الثقافة والفنية، وخُلد بها حتى يومنا هذا:

* في الحسيني مست خيرة جماعة وأحباب..

والسمر طاب طاب..

يسحبوا الأنس بين الفل والورد سحباب..

في جناين عجاب..

ثم صوت الرباب والعود والماء ينساب..

والمطر والسحاب..

اسكبوا لي شراب قهوة قرنفل وعناب..

بعد ماء الكزاب..

وفي قصيدة أخري غنائية قمندانية جميلة:

* في الحسيني جناين والرمادة زراعة..

عادني عادني بالي من الزين ساعة..

وقصيدة أخرى:

* في الحسيني من الفواكه كثيرة..

والفنص والجامبو جاد خيره..

 ياسقى الزهر في تلك المطيرة..

والغصون الراوية في الخضيرة..

والسواقي مناظرها نظيرة..

ونسيم الصبا شاذي عبيره..

باتحمم على شاطي البحيرة..

ونقطف هذه الأبيات من هذه القصيدة القمندانية الرائعة:

* سلام مني عليكم ياحبايب..

يوم الهنا باتجونا للحسيني..

حيا لكم بانسوي كل واجب..

أهلاً على الرأس يا حبابي وعيني..

وقصيدة قمندانية رائعة اخرى:

* لنته تبا تفهم جي للحسيني ثم..

وشوف بستانه..

خضراء فيافيها كأننا فيها..

كسرى وايوانه..

وهناك قصائد غنائية خالدة للقمندان، وكثيرة عن الحسيني وجماله وروعته.

رعى الله أيام الحسيني الجميلة، وأيام الزمن الجميل، ورعى الله ايام القمندان الحالية. الأمير القمندان شخصية عظيمة ومبدعة لن تتكرر ابدا،

والعتب كل العتب ان تمر ذكرى رحيل امير الشعر والغناء والموسيقى، في ظل صمت الجهات الرسمية والثقافية في الدولة، التى لم تكلف نفسها بإحياء ذكرى رحيله الـ 75. 

...

*نقلًا عن موقع صحيفة "الأيام" على الانترنت, وكانت الصحيفة نشرت المادة في عددها 6288 الصادر أول من أمس الاثنين.