وللشمسِ حديث آخر

أديب قاسم

انا الشرقُ وهجُ الشمسِ ما لم أكن لهانَ بريقي

ونورُ العِلمِ عندي ، فنوري ملتقى شُعَبِِ الطريقِ

وعيني أحرقت في الغربِ رؤى الضلالِ العتيقِ 

وفي عيني ترى لهفةَ الآسي لاستغاثات الغريق

فلِمَ تصطكُّ أسنانك يا غربُ .. من ذاك الحريقِ

ما الذي فتَّح عينيكَ وهْناً، غيرُ أضواءِ الشروقِ

                    
         قدحملنا ومشينا مِشعلَ 
         التاريخِ نِبراسَ الطريق
                     

فأينَ أنتَ من " كتابِ " نورٍ قال للدنيا افيقي!

وفي أعطافهِ فطرةُ  اللهِ ... تجري في عروقي

نطفةً فمضَغَةً فعلَقة .... عِلمً بكل معنىً دقيقٍ

ونبيٍِّ صُدُّقَِتْ  بين يديه  كتبُ الدين الحقيقي

أوَما رأيتَ أنْ استفاضَ النورَ .. من بحرٍ عميقِ

للعالمين كُلِّهمُ ، أوَما ترى (إنسانيةً)  يا رفيقي!

                 

وأنَّى لك بأعلامٍ أتَوا من كل بحرٍ بضوءٍ للشروقِ

 كابنِ سَيرينَ ..مفسِّرُ الأحلامِِ في الشرقِ العريقِ

وابنِ الهيثمِ ..أما قد أنار العينَ بالضوء الحقيقي

وللشمس حديثٌ آخرَ .. لولاكَ عِلجُ عهد الرقيقِ«*»

 كم أقل .. ؟ ولكم يفرحُ الغربُ إذا ماجفَّ ريقي!

فمفاخري للأعاريب شُعاعِي ؛  مِصابيحُ الطريقِ

_____________
«*» العِلجُ : من الكُفَّار العجم ، وكان يُطلقُ على الكافر مُطلقا .. وهم علوج الروم وعموم الغرب ممن امتهنوا تجارة الرقيق ، ومن ثم كان الإستعماري العنصري مستعبد الشعوب على غير الدين الحنيف .