استجواب

كريتر سكاي/خاص

تكالب عبيد على نفسه وجلس على الكرسي بمحاذاة مدير الدائرة..كان من شكله أنه مستاء.. فقد حزبه أمر مهم.. يظهر ذلك من خلال هندامه.. فشعره الاكرت.. وجيب  قميصه المشقوق.. وفوطته اللحجية الرثة.. ودعاية كمران التي لاتفارقه..كل هذا يوحي بانتكاسة ما يعانيها.. واذا ماانتقلنا إلى صدغيه وفوديه لرأينا العجب العجاب.. وكل تلك الشهامة التي يحملها.. انتهت كوميض برق في ليل داج.. ليغدوا أمام مدير الدائرة القانونية بائسا.. تتخطفه الظنون.. وتحدث في داخله شرخا كبيرا بالمأساة.
 كان كأغلب المتهمين يشبك أصابعه وقد خفتت نبرة صوته.. وراح يراقب المدير بعينين مضطربتين.. والتوقعات تداهمه من كل مكان..وكانت نافذة المكتب المفتوح جانبها الأيمن ترسل أشعة الشمس فتقع على صلعته فتغدو مثل قارب مقلوب في الظلام. وكان باستمرار يبعد اشباحا تطارده.. وكلما وفدت إلى روحه اربكت وقاره.. وبدأ يرسل نظرات حادة إلى مدير الدائرة.. وقد استعد لفتح ملف القضية حينما دخلت مديرة الشؤون مخلفة وراءها سحابة من عطر.
 وبدأت في هذه الأثناء ترتفع وتيرة حرارة جسمه.. وناداه المدير: عبيد: فمسح على ذقنه الحليق.. وانزل يديه إلى أسفل ركبتيه.. واحكم فوطته الآيلة للسقوط.
خلع مدير الدائرة نظارته ووضعها جانبا.. ورنا إلى موظفة الشؤون..
كان عبيد في دوامة من الصراعات.. يتذكر تفاصيل تلك المشادة مع زميله.. وكيف انهال عليه ضربا محاولا الامساك بالسبب..لكن مدير الدائرة التفت إليه بقوة.. مذكرا إياه بما حصل.
 وكان عبيد قد بدأ يقف إلى رجليه ..وقد فقد مهابته.. وأخذ يتطلع إلى النافذة.. مقتربا من موظفة الشؤون.. التي طفقت تتراجع إلى الوراء.. فيما كان مدير الدائرة يتلو عليه بنود العقاب.. واحدا واحدا.. فترتد منه اليه .

كتب /صالح بحرق