بَــريــدُ المَقَــالـح

كريتر سكاي/خاص:

بَعِيداً عنِ المِيقات ..
كالبرقِ يَقصفُ 
قَريباً كفانوسِ الحَقيقةِ يُكشَـفُ 
.
يُفصّلُ أسرارَ السّماءِ ،
عَمَامةً 
ويَلبسُ عُمْقَ الغيم، والغَيمُ مُورِفُ 
.
يُصادِقُهُ المعنى ..
وللأمرِ ظِلُّـهُ 
ويأتيهِ مِنْ نَخلِ التّـآويـل .. يُوسفُ 
.
على قَلبِ سَطرٍ في المَرَايا
مُخبّـــأٌ ،
لأنَّ المـرايــا بالبياضِ تُعَرّفُ 
.
هو المفردُ العالي 
مَجازاً وسجدةً 
هو الظّمَأُ المَـرويُّ .. ما ليسَ يَنشفُ 
.
لهُ زمهريرُ الحَرف
مِنْ وحي علمهِ ..
تَنـاءى عنِ النُّقصان .. يَعلو ويُوصفُ 
.
على رأسهِ يَكبُ الضَّبابُ 
مَخافةً 
ومِنْ خَطوهِ كُلُّ المَسَافاتِ تَرجُفُ 
.
إذا سَارَ فوقَ الأرض 
ضَجّـتْ تَفَطُّـراً ،
وإنْ باتَ في الأجرام غنَّاهُ مِعطَفُ 
.
قَديماً 
وقِيثارُ المَقاماتِ قدْ رأى 
خُطوطَ يـديهِ .. أصبحَ اليومَ يَعزِفُ 
.
كَثيرٌ كَموسيقى الوجود ..
و واسعٌ 
كقلبِ نبيٍّ فيهِ يُمْحَـى التَّوقّـفُ 
.
أتى مِنْ مَحاريبِ القُدامى
مُوشّــحاً 
بِضوءِ يدِ " الـ فُزنا "  يُصاغُ فينصفُ
.
تَوضّـأَ مِنْ دَمعِ السماوات؛
كَي يَرى
غُموضَ التّجلّي .. في يديهِ يُطوِّفُ 
.
يُرتّبُ أصواتَ البراكين 
في المَـدى
ومِنْ صَوتهِ كُلُّ البراكينِ تَرشُفُ 
.
على الرّيحِ 
صُبْحاً يَنحِتُ العُمْرَ .. مُذْ رأى
مَفــاتِحَـهُ الكُبـرى بَـقاءً تُصَنّـفُ 
.
يُقَسِّـمُ في السّبعِ الجِهاتِ 
جِهاتِهِ ،
وخلفَ الجِهاتِ السّبع .. لَمعٌ مُكثّفُ 
.
هو الآنَ .. ليسَ الآن
في المَاءِ عَابرٌ 
وخلفَ الخُطى روحُ الخَريرِ تُرفرِفُ !
من/عبدالعزيز الاهدل