تعرف على طائفة "الموحدين العرب" الدروز

هدد تنظيم الدولة الإسلامية في أواخر يوليو/تموز الماضي بإعدام نساء خطفهن من محافظة السويداء جنوبي سوريا والتي تمثل طائفة "الموحدين العرب" (الدروز) غالبية سكانها.

ويحتجز التنظيم بحسب تقارير أكثر من 30 امرأة وطفلا كرهائن من محافظة السويداء، فمن هم الدروز؟

يُشير الدروز إلى أنفسهم باسم "الموحدون " أي المؤمنون بتوحيد الإله، ويطلق عليهم "بنو معروف"، ويُقال أن اسم دروز يعود إلى نشتكين الدرزي، الذي انشق عن الدعوة وهرب إلى لبنان لينشر دعوته هناك.

ويعتقد الدروز بأن الله واحد أحد وهو المتحكم الأزلي في الكون. وأنه المنزه وفوق وصف العباد له لأن العقل البشري قاصر عن إدراك أمر عظيم كصفات الله. ويُعتقد أن هذه الطائفة قد انشقت عن الإسماعيلية خلال المرحلة الفاطمية في القرن العاشر. ولكن بعض الباحثين يعتبرونها عقيدة مستقلة بحد ذاتها.

الانتشار بشكل أساسي يتواجد الدروز بشكل كبير في لبنان وسوريا وإسرائيل ومناطق متفرقة أخرى.

*سوريا

يرجع تاريخ الدروز في سوريا إلى حوالي ألف عام، كان لهم في فترة من الفترات دور أساسي في المنطقة، فقد حاربوا الصليبيين في معركة حطين عام 1187، وحازوا على ثقة الأيوبيين والزنكيين الذين عززوا وجودهم في المنطقة وتسلموا الكثير من المهام القيادية. وتابعوا المعارك لاحقاً مع المماليك ضد التتار والمغول في معركة عين جالوت، ثم وقفوا إلى جانب العثمانيين ضد حملة محمد علي على بلاد الشام، وكبدوا المصريين خسائر كبيرة في جبل العرب جنوبي دمشق بقيادة الشيخ يحيى الحمدان الذي كان يحكم الجبل وقتذاك.

ثم ثار الدروز على السلطنة العثمانية لأن الأخيرة حاولت عدة مرات السيطرة على الجبل. وفي عام 1911 أعدم العثمانيون زعماء الجبل بعد إحكام سيطرتهم عليه، وكان على رأسهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر.

ثم أعلن الدروز ولاءهم للشريف حسين وانضم المئات منهم إلى الجيش العربي، وكان الزعيم سلطان باشا الأطرش في مقدمة من رفع العلم العربي في الجبل ولاحقاً في دمشق.

وفي عام 1925، كان للدروز دور كبير في محاربة الاحتلال الفرنسي لسوريا، حيث رفضوا تشكيل الدولة الدرزية واشعلوا نيران ثورة سوريا الكبرى.

وقاد الدروز الثورة الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين الذين سيطروا على سوريا عام 1921.

ويبلغ عددهم في سوريا حوالي 700 ألف نسمة، يتمركزن في مدن السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل العرب وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل.

ومن الشخصيات الدرزية السورية المعروفة الفنان فريد الأطرش وأخته المطربة أسمهان وفهد بلان.


*لبنان

ليست هناك إحصاءات رسمية لعدد الدروز في لبنان منذ عام 1932، لكن مصادر غير رسمية ترجح عددهم ما بين 350 و 400 ألف شخص. ويقطنون 136 قرية في حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه ومرجعيون وبيروت. وهم يشكّلون الأغلبية في مدن عاليه وبعقلين وحاصبيا وراشيا.

وللساسة الدروز دور بارز في الحياة السياسية في لبنان و برز ذلك خلال العقود الأخيرة، من خلال كمال جنبلاط ونجله وليد جنبلاط والأمير مجيد أرسلان.

وتدير شؤون الطائفة الدرزية في لبنان "مشيخة العقل" وهي مؤسسة قديمة جداً، ولم تكن رسمية إلى عام 1962.


*إسرائيل

كان عدد الدروز في فلسطين ليس قليلاً، وتعرضوا للإضطهاد في فترة الحكم العثماني بسبب إنضمامهم إلى دولة لبنان الكبير التي حاول تأسيسها الأمير فخر الدين المعني.

وعند تأسيس دولة إسرائيل، بقي بعضهم في إسرائيل وقبل العيش في ظلها، في حين رفض البعض الآخر البقاء تحت السيطرة الإسرائيلية، ورجعوا إلى لبنان وسوريا.

وتقول بعض المصادر أن الدروز أبرموا اتفاقاً مع إسرائيل عام 1948، وحصلوا على امتيازات مقابل قبولهم بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي.

وللدروز محاكم خاصة تنفرد بها كطائفة مستقلة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية ، وثقافة الدروز عربية كلغتهم.

وبحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، يقدر عدد الدروز في إسرائيل بحوالي 104 آلاف بينهم 18 ألف في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا عام 1967، أي ما يعادل 1.6 في المئة من نسبة سكان إسرائيل.

ويتواجد معظم الدروز الإسرائيليين في مدينة الجليل وجبل الكرمل وهم على تواصل مستمر مع أبناء طائفتهم في سورياولبنان.