مشاركة منتدى الحديدة للعدالة والسلام في ورشة العمل التي نظمها المعهد الأوروبي للسلام(EIP) "حول مسارات المصالحة والسلام في اليمن"

كريتر سكاي/خاص:


تحت عنوان " رسم مسارات السلام والمصالحة في اليمن بناءً على احتياجات حقوق الإنسان" شارك منتدى الحديدة للعادلة والسلام في اللقاء الموسع الخاصة بمحافظة الحديدة، وورشة العمل التي نظمها المعهد الأوروبي للسلام (EIP)، على منصة زوم الخميس الموافق 20/مايو/2021.
  ضم اللقاء العديد من الشخصيات والمكونات السياسية، والحقوقية، وصحفيين ونشطاء، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني من أبناء الحديدة.
    ناقش اللقاء العديد من الجوانب والحلول المقترحة لإحلال السلام والمصالحة في اليمن بشكل عام ومحافظة الحديدة بشكل خاص، إلى جانب بحث جملة من القضايا المتعلقة بفرص السلام وحقوق الإنسان في اليمن عبر العيديد من المحاور كان أهمها ما يلي:
- تطرق المحور الأول إلى الأولويات المهم والراهنة التي يجب العمل عليها في حال توقف الحرب؛ والذي نال القسط الوفير من النقاش وطرح العديد من المقترحات في هذا الإطار، فيما ناقش المحور الثاني التحديات التي تعيق بناء السلام في مناطقنا، كما تم الحديث في المحور الثالث حول التهميش السياسي والاقتصادي على اساس مناطقي، وهي ظاهرة واقعة وملموسة دون شك منذ عهد تأسيس النظام الجمهوري سواء من قبل النظام أو الاحزاب السياسية ، وتعتبر تهامة من أكثر مناطق اليمن معاناة من هذه الظاهرة على مدى سنوات طويلة منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر 1962 و أكتوبر 1963، واخيراً محور العدالة الانتقالية.
- فيما يتعلق بهذه المحاور سابقة الذكر: تقدم منتدى الحديدة للعدالة والسلام بالعديد من المقترحات والحلول الواجب تزامنها مع عملية السلام ووقف الحرب الدائرة في اليمن ومنها:
▪ معالجة آثار الحرب وأضرارها وجبر الخواطر، وعلى رأسها سد الفجوة الغذائية، فقد أودت الحرب الكارثية في اليمن بحياة 233 ألف شخص وبات 80% من السكان يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم من صنع الانسان.
▪ تأصيل ثقافة الحوار كوسيلة لحل الخلافات.
▪ وضع آلية سريعة لصرف مرتبات موظفي الدولة شهرياً وبدون تأخير.
▪ إطلاق سراح الاسرى والمعتقلين سياسياً بشكل عام إطلاق شامل من الطرفين النزاع. 
▪ التعويض الشامل للضحايا (ضحايا الحرب) بدون تمييز ومعالجة الجرحى.
▪ التوجه لإعادة بناء القطاعات الأساسية للبنية التحتية وخاصة التعليم والصحة فالتعليم يعتبر الاساس الذي تبنى عليه نهضة الشعوب.
▪ مطالبة الدول المانحة الايفاء بتعهداتها السابقة تجاه اليمن، حتى يتم تخطي المرحلة القادمة بخطى ثابته والية مناسبه لا يشوبها فساد.
▪ تفعيل الحوار (اليمني - اليمني) للتغلب على ما خلفته الحرب من نزاعات طائفية، وتوجهات أيديولوجية مزقت النسيج الاجتماعي اليمن.
▪ معالجة اوضاع النازحين، في المدن والقرى اليمنية.
- كما أكد المنتدى خلال مشاركته أن موضوع اللقاء هو اهم ما يشغل الجميع على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، فالجميع يبحث عن السلام ليعيد الأمن والاستقرار لليمن بشكل، و(الحديدة) ذات الوضع الاستثنائي بشكل خاص باعتبارها إحدى أهم مناطق الصراع ومكمن الحل للصراع ايضاً، فمن خلال معاناتها والعمل على استمرار وضعها الحالي وفق اتفاق ستوكهولم المجحف ستستمر عجلة الحرب وستتضاءل عملية السلام، فالحديدة التي تعاني من الفقر وبالأصح يتم إفقارها، إلى جانب البطالة، والتهميش، وسوء الإدارة، والفساد، وفقدان الحقوق، والاستقواء وغياب سلطة القانون في كثير من القضايا، وفي أبسط القضايا ايضاً، فمن خلال معالجة هذه القضايا وتظافر جهود أبنائها وإشراكهم كطرف رئيسي في مسارات المصالحة والسلام، وإعطائهم الفرصة الكاملة للمشاركة في إدارة مناطقهم بعيداً عن الأقصاء والتهميش، ستكون الحديدة نموذج للسلام، ومنطلقاً لسلام شامل في اليمن ككل.
- كما تم التأكيد على أن أهم مسارات تحقيق السلام والمصالحة، يبدا من خلال تحقيق المواطنة المتساوية للجميع أمام القانون، وتكافؤ الفرص، وعدالة التوزيع واعتماد معايير واضحة ومحددة من الكفاءة والنزاهة والتأهيل في شغل الوظيفة العامة والمناصب الإدارية والقيادية، بعيداً عن المحاصصة والمحسوبيات لتعزيز مبدأ الشراكة واحترام الكفاءات الوطنية والخبرات النوعية، ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وتفعيل قانون التدوير الوظيفي ومبدأ الثواب والعقاب، وتجفيف منابع الفساد عبر آليات صحيحة تقوم على التوزيع العادل للثروات والسلطة.
- كما شدد المنتدى خلال نقاشاته على أن ضروريات المصالحة تكمن في التوجه الجاد من الجميع لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بصدق والتطلع لمستقبل أفضل (التعايش السلمي)، وهذا التوجهات نابعه من النظر لمعانة أبناء جلدتنا الذين يكتوون بنيران الحرب، وتكبر معاناتهم يوماً بعد يوم، عند النظر للمستقبل المجهول الذي يحيط بهم، فيكون المطلوب في هذا السياق هي (المصالحة الوطنية) التي ستنطلق من ضمائر المتحاربين، وتعمل على تخفف معانة الناس دون مزايدات بحقوقهم ومصائرهم، وستجنبهم ويلات الحرب، دون شروط ومعوقات.
- كما والمصالحة الوطنية تأتي هنا بمعني نزع الخلافات والتوجه للقضاء عليها، ثما يليها المقاربة الوطنية وتعني التقارب مع وجود بعض الخلافات القائمة، وهي ظاهرة صحية على مسار المصالحة والسلام في أي نزاعً كان، ودائما تكون المقاربة الوطنية اولاً حتى يتم بعدها المصالحة الوطنية، وأفضل سبل للمصالحة الوطنية في اليمن، هو أشراك جميع الاطياف السياسية والحزبية ومكونات المجتمع المدني دون استثناء.
- وأخيرا أكد منتدى الحديدة للعادلة والسلام، أن الخطوة الأولى لتحقيق السلام يأتي من تحقيق العدالة لهذا الشعب، وتحقيق العدالة فيما يُعانيه اليمن ينطلق من إيقاف آلة الحرب أولاً وأخيراً، واسكات مزامير الموت والفناء التي تحيط به (الشعب) من كل الجهات، ثما الانتقال إلى معالجة باقي آثار وتداعيات الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عبر التدابير واللوائح التي يكفلها الدستور والقانون، والملاحقات القضائية، ولجان تقصي الحقائق، وبرامج جبر الضرر وأشكال متنوّعة من إصلاح المؤسسات.
إضافة إلى ذلك فأن أكبر تحدي تواجه عملية السلام في اليمن هو ارتباط القوى المتحاربة بالخارج (الإقليمي – والدولي)، وعدم اهتمامها بأمر الشعب اليمني ومعاناته والتي هي اساسا من اوجدت هذه المعاناة، كما أن اهم اسباب عدم نجاح مبادرات السلام في اليمن هي الايديلوجية الفكرية العقيمة لبعض أطراف الصراع الذين لا يؤمنون بالسلام ولا بالعملية السياسية ولا الديموقراطية.
وعليه: وجدنا بأن عملية سلام في اليمن يجب ان تقوم على أسس دائمة عبر (مشاريع وطنية منفتحة على الجميع)، تنطلق من الحوار السياسي، ونزع السلاح وبقائه في يد الدولة لضمان الأمن وعودة الاستقرار، وغير ذلك من حلول سنكون أمام عمليات سلام هشة ومؤقته تُنذر بحرب طويلة الأمد.
 
 منتدى الحديدة للعدالة والسلام
24-مايو-2021م.