خبير بيئي يكشف عن تفاصيل حادثة التسرب من الباخرة ديا

كريتر سكاي/خاص

كشف الخبير البيئي عبدالقادر الخراز عن تفاصيل حادثة التسرب من باخرة ديا.

وجاء ذلك في منشور كتبه الخراز على صفحته بموقع فيس بوك.

نص المنشور:


#لن_نصمت #حكومة_الفشل_والفساد
الباخرة ديا Dia (المالك احمد العيسي) المنشور رقم 3 (الإجراءات الواجب اتخاذها اثناء التسرب للحفاظ على البيئة)
طبعا الإجراءات لها تفاصيل عديدة ومن الصعب شرحها بشكل مفصل هنا لذلك سأكتفي بشرح مختصر مع عمل تقييم لما حدث من إجراءات وفقا لبعض العوامل المعروفة اثناء أي تسرب النفطي (جدول مرفق)، وللعلم فان التأثيرات البيئية والتي شرحناها أمس هي سلسلة متواصلة مثلها مثل سلسلة الغذاء ولا يتوقف التأثير او الملاحظة الميدانية عند موقع واحد او جزئية بسيطة فيجب ان نعلم ان التأثيرات مترابطة وتصل الى الانسان والبيئة بكل عناصرها.
* من المفروض عند اول تسرب او ابلاغ او توقع حول حادثة الباخرة Dia تفعيل بروتكول الطوارئ لتسرب النفط او مشتقاته وهذه طبعا مسؤولية مشتركة بين عدة جهات تأتي على راسها وزارة النقل وزارة المياه والبيئة والجهات التابعة لها كهيئة حماية البيئة هيئة الشؤون البحرية والموانئ.
عادة في مثل هذه الحالات تتضمن العملية محاور رئيسية وكل محور لديه الكثير من التفاصيل فيجب أولا الوقاية والاستعداد ثم الاستجابة وبالأخير التعافي.
## الوقاية: وهذه تتطلب التدابير الوقائية والتقييم والتحديث المستمر لمختلف المراحل سواء قبل الحادثة او اثناء او بعد ، ويستلزم ذلك تقوية قدرات العاملين الفنيين وتوفير التكنلوجيا والمعدات الحديثة وتامين صيانة المنشآت والسفن والاهم توفير المواد الازمة للحد من التسربات النفطية وعدم وصولها للشواطئ (ستائر عائمة لحجز وتطويق النفط المتسرب للبحر، قوارب للطوارئ مجهزة بمشتتات معتمدة مع معدات الرش اللازمة الى جانب توفر الماصات او خراطيم لشفط البقع النفطية المتسربة مع توفير قارب لمكافحة الحرائق وتوفير معدات السلامة للعاملين في هذه المهمة) وهذا لم يحدث نهائيا وترك المواد الخطرة تتسرب وتصل للشاطئ ولم يتم النظر لمعالجة مصدر التسرب لوقف عملية التسرب من الباخرة حيث لم تقم كثير من الجهات بدورها وبقيت تتفرج على جهة واحدة تعمل على انقاذ الباخرة من الغرق وابعادها عن الممر الملاحي لميناء عدن.
## الاستعداد: لم يكن هناك للأسف أي استعداد ولم تشاهد أي عمليات او وصول تجهيزات اثناء حدوث التسرب للجهات الحكومية لمكافحة هذا التسرب والحد منه وعدم وصوله الى الشواطئ او تلويثه لمياه البحر واكتفت بعض الجهات بإصدار بيان اعلامي لا اكثر بعد ان انتشر الخبر بالتسرب رغم ان بعض هذه الجهات تلقى عدد من افرادها تدريب على التعامل مع التسربات النفطية ولكن يبدو ان اغلب من ذهبوا لم يكونوا فنيين او مهنيين وليس لهم القدرة، فاين هم لم تتم مشاهدتهم ومشاهدة معداتهم اثناء التسرب والعمل على الحد منه ويبدو انهم اكتفوا بالنزول اليوم الثاني لالتقاط الصور التذكارية مع البقع النفطية عندما وصلت للشواطئ وللأسف بعد هذا النزول انتجوا مجموعة توصيات ممكن لاي ناشط مجتمعي ان يقولها وليس جهة مختصة مطلوب منها تفاصيل وخطة وعمل ميداني سريع يضمن الحفاظ على البيئة وتجنيبها الضرر والتلوث.
## الاستجابة: يجب ان تكون الاستجابة فعالة وسريعة في حالات التسرب النفطي من اجل نجاح عملية الاستجابة والحد من التلوث، ولكن كما شرحنا بنقطة الاستعداد لم تكن الاستعداد موجود وبالتالي الاستجابة نتيجة حتمية انها غير موجودة، حيث وصل التلوث والبقع النفطية الى عدة مناطق على الشواطئ ولم يتم تبليغ العامة بخطورة الوضع منذ بداية حادثة التسرب، فمن نقل اخبار التسرب هم مرتادين الشاطئ وتم تداول الفيديوهات والصور عبرهم، ولم يتم توضيح مخاطر هذا التلوث على المرتادين وعمل حضر ومنع لدخول هذه الشواطئ حتى اجراء عمليات التنظيف، الى جانب ان تقييم الوضع بشكل صحيح لم يحدث الى الان ولم تصنف الشواطئ بحسب حجم ونوع تلوثها ومداه ولم تأخذ عينات لإعطاء قياس حقيقي للتلوث، وللأسف لم تحدد نوعية المواد المتسربة وحجمها الى الان. (الجدول المرفق يوضح تقييم سريع قمنا به لبعض عناصر عملية الاستجابة لحادثة التسرب من الباخرة Dia)
## التعافي: ان انهاء أنشطة الاستجابة امر بالغ الأهمية للحفاظ على ما يسمى المنافع البيئية الصافية للاستجابة وذلك بعد ان يتم تحقيق الأهداف سواء من الحد من التسرب او التنظيف الملائم للمواقع وبالتالي يسمى ذك بالتعافي لكن ما حدث الى الان ان لم يتم التحرك باتجاه تحقيق الاستجابة حتى بعد وصول التلوث للشواطئ ومازلت البقع النفطية تتنقل عبر التيارات البحرية الى مناطق مختلفة في شواطئ عدن ولم يتم حتى البدء بعملية تنظيف الشواطئ من الترسبات المتسربة من الحادثة فكيف سياتي التعافي ومتى وأين التجهيزات والكوادر المختصة والفنية ، التلوث يحتاج تحرك سريع للحد منه اما التأخير فهذا يوصل العمل الى صعوبات جمة ويزيد من حدة التلوث وانتقاله عبر سلاسل مختلفة في البيئة يكون من الصعب معالجتها فيما بعد، وتكون هذه التأثيرات ممتدة لصحة الانسان والعناصر البيئية المختلفة.