في ندوةٍ فكرية: استعادة دور عدن يبدأ بإنهاء النزاعات المناطقية

(كريتر سكاي)خاص:

نظمت الحركة المدنية الديمقراطية، السبت، بعدن، ندوة فكرية، بعنوان (التعايش المدني والسلم الاجتماعي.. دعائم الاستقرار والازدهار الاقتصادي).

يأتي ذلك في إطار فعاليات توعوية تنظمها الحركة بشكل دوري منتظم في عددٍ من مديريات محافظة عدن.

وفي مستهل الندوة تحدث رئيس الحركة، عمر ناصر، مشيرًا إلى أهداف الحركة في العمل على تحريك المياه الراكدة، من خلال تنفيذ ندوات متعددة، حول مخاطر حمل السلاح، وانتشار المخدرات، مطالبًا بوجود تحليل واقعي للمظاهر السلبية التي طرأت على مدينة عدن، والبحث في أسباب انتشارها، حتى تسهل عملية معالجتها.

عقب ذلك استعرض القاضي فهيم عبدالله ورقته في الندوة، تطرق فيها إلى خصوصية مدينة عدن العالمية، وطبيعتها الأممية، مشيراً إلى أنها كانت ملتقى الأجناس والهويات المتنوعة، وتميزت بصيانة حقوق الساكنين فيها داخل مجتمع متعايش ومسالم، قائم على أسس التسامح والمحبة، وهي القيم التي كانت تحكم مدينة عدن فيما مضى.

وأكد القاضي فهيم أن الاقتصاد في عدن لن يتطور، أو على الأقل لن يعود لمكانته السابقة إلا إذا استوعبت عدن الاختلافات والتنوع الموجود فيها حاليًا، وتعايشت معه، وقال: نحن بحاجةٍ إلى فرض هيبة الدولة لتطبيق القانون، لأن الدولة هي من يجب أن تفرض التعايش بناءً على أسس ومبادئ وقيم أخلاقية.

لافتًا إلى أن الصراع في عدن يأخذ أشكالاً عديدة، فهو صراعٌ محلي، إقليمي، دولي، يؤكد أهمية ومكانة المدينة التي تنعم بها، من خلال موقعها الاستراتيجي، الذي لا يقدره أبناءها، بينما تفطن له العالم بأسره، لافتًا إلى أن استعادة وضع عدن ودورها يبدأ باستعادة السلم الاجتماعي، وإنهاء الصراع على المدينة، ووضع حد للنزاعات المناطقية داخلها.

وحمل القاضي فهيم مواقع التواصل الاجتماعي مسئولية هدم القيم والمبادئ التي تقوم عليها فكرة التعايش، وقال: تواجدت في عدن قيم دخيلة بسبب استخدام الجهلة وقليلي الوعي لوسائل الإعلام الحديث بشكل سيء.

وأشار إلى أن المدينة خسرت كثيرًا برحيل العديد من الأجناس والثقافات بعد عام 1967، الذين تركوا عدن لأسباب سياسية، تسببت بتدهور اقتصاد المدينة.. مؤكدًا أن علينا اليوم التركيز على الجوانب الأمنية والاقتصادية لإعادة حياة السلم وقيم التعايش إلى مدينة عدن والمحافظات المحررة.

من جهتها قالت الأكاديمية الدكتورة سلوى بن بريك: إن ما يحدث في عدن هو صراعٌ إقليمي بين دول لها مصالحها، وأن هناك جهاتٌ سئمت الحرب، وجهاتٌ أخرى مستفيدة من استمرارها.

وأضافت، أن الغرب يصنع الفتن بيننا، ومن مصلحتهم أن نبقى مششتين وغير متعايشين، ومن مصلحتهم أن تبقى الإضطرابات في اليمن وفي الجنوب، رغم أن هذا الشتات يهدد مجتمعنا.

ودعت الدكتورة سلوى إلى أن يعم السلام والعدالة والنظام بين الجميع، ولا يجب أن نخوّن بعضنا البعض، أو نشق الصفوف فيما بيننا، فالمرحلة الراهنة صعبة، في ظل صراع دولي قائم على أرضنا.

واختتمت الندوة بمداخلات من الحاضرين والإعلاميين الذين أثروها بنقاشاتهم.

من - بديع سلطان