محمد جميح:لا يحرر الأرض من المحتلين إلا الشعوب الواقعة تحت هذا الأمر
علق السياسي اليمني محمد جميح على ذكرى جلاء المستعمر البريطاني عن جنوب اليمن في 30 نوفمبر...
نشر الصحفي "محمد سيف" رسالة من صديق له من خط النار في جبهة الضالع
ورصد محرر موقع كريتر سكاي نص الرسالة كما نشرت:
رسالة من صديق من خط النار في جبهة الضالع
أرسل لك هذه الرسالة وأنا في موقع الكمين أمام خط النار..
عالم مظلم برغم وجود القمر ساطعاً في كبد السماء، إلا أن كثافة الأشجار تغطي كل شيء..
أجلس في حفرة كمين عمقها أكثر من متر وفوقها أكياس من تراب وضعت كسواتر أثناء إطلاق النار وعند التعرض للقذائف..
ظلام مخيف، وسكوت رهيب، تنصت بكل قوتك لعل وراء هذا الصمت أشياء تتحرك بهدوء، أو عدو يحاول التسلل، لكن لا تسمع إلا دقات قلبك كالطبول، تدير رأسك يمنة فتصدر رقبتك صريراً مثل باب معبد قديم..
وحيداً في موقعي لا أسمع إلا صوت طلقات متفرقة تأتي بين الحين والآخر، وخيالي يرسم لي أفلام رعبٍ ومشاهد مخيفة، وقع أقدام، صور أشباح، حيات وعقارب، جثث ممزقة وأشلاء، صور الذين قتلوا في الحرب من معارفي لكن خيالي يأبى إلا أن يحضرهم بصور فضيعة.. أغمض عيني وأهز رأسي محاولاً نفض هذا الخيال، لكنه سرعان ما يعود..
أتطلع إلى الساعة كل دقيقة أو دقيقتين، لا تمر الدقيقة إلا بعد شهور أما الساعة فهي سنين ودهور، أحاول حساب ما تبقى من وقت حتى يأتي الصباح فإذا هي خمس سنوات وستة أشهر ودقيقتين بلا أيام أو ليال..
مللت هذا كله فأخرجت هاتفي لأرى آخر الأخبار وقد جعلته صامتاً وإضائته خافتة حتى لا أكاد أراها.. فتحت الواتس آب فوجدت خبراً عاجلاً مرفقاً بصورة لحضرة القائد في فندق بالخليج يتوعد فيه العدو "وأنه لا مجال إلا الحرب"، يالشجاعته وبسالته، إنني أحييه فعلاً..
أوو ياإلهي.،.، هناك قذيفة انفجرت في الموقع المجاور لي، سأذهب لتفقدهم وأعاود الإتصال بك لاحقاً...
يتبع....