السعدي: دعوات الحوار تكرس لتفريخ المزيد من المليشيات في اليمن

(كريتر سكاي)خاص:

قال السياسي الجنوبي عبدالكريم سالم السعدي أن دعوات الحوار من مختلف الأطراف الدولية تكرس لتفريخ المزيد من المليشيات في اليمن.

وأشار السعدي في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" إلى أنه "ليست حادثة شركة أرامكو من ستزج باليمن في حرب إقليمية فاليمن دخل حرب إقليمية منذ العام 2015م".

وأضاف: "للاسف الشديد أننا نرى افادات المبعوث الأممي تتماهى الى حد الانجرار مع واقع الأرض وواقع الأرض بشكله الحالي لا يشكل ترمومترا قويما وصالحا لقياس درجة الحالة اليمنية وبناء الحلول للقضايا على تلك القياسات".

وأردف: "نظرية التعاطي مع الاقوى والاكثر سيطرة هي النظرية التي خلقت القاعدة وداعش وهي نتاج خطأ فكري وسياسي وأخلاقي حان الوقت لشرفاء العالم أن يهبوا لتصحيحه واعتماد قاعدة التعاطي مع الأفضل بدلا عنه".

وأكد السعدي أن "مايحدث اليوم في اليمن ابتداء من دور الأمم المتحدة وجهود المبعوث الأممي وغيره من الاطراف الدولية ووصولا إلى دعوات الحوار سواء في مسقط أو المملكة السعودية كلها دعوات تكرس ثقافة الفوضى وهي بمثابة دعوة صريحة لتفريخ المزيد من المليشيات والمزيد من فرق الموت ونشر الفوضى".

ولفت إلى أن "قضايا اليمن لم تبدأ منذ الانقلاب الحوثي ولا منذ الانقلاب الإماراتي على الشرعية في عدن ولكن مشاكل اليمن تمتد إلى ثورتي اليمن سبتمبر 1962م في الشمال واكتوبر 1963 م في الجنوب ففي هذه الثورتين تم تسليم الشمال باتفاق بين عبد الناصر والسعودية إلى قوى لم تكن هي الأفضل آنذاك ولكنها كانت الأقوى وافضى ذلك التسليم إلى خلق يمن شمالي ضعيف وفوضوي توالت فيه عمليات القتل والانقلابات التي طالت الرؤساء واضرت بالناس وخلقت آلاف القتلى والجرحى والمعاقين والمشردين".

وتابع: "وفي الجنوب تم تسليم الجنوب باتفاق بين بريطانيا والجبهة القومية إلى هذه الجبهة التي لم تكن أيضا هي الأفضل بل كانت هي الأقوى وشهدنا بذلك التسليم الاهوج ميلاد يمن جنوبي كان عبارة عن طاحونة تطحن عشرات الآلاف من البشر كل خمس سنوات انقلابا تقريبا وتحول هذا اليمن الجنوبي إلى شبه سجن كبير لايسمح بالدخول اليه إلا للمحكوم عليهم بدخوله حتى الصحف العربية لم نعرفها فيه وعندما نجدها بالصدفة نجد الصفحات المنزوعة من هذه المجلات والصحف".

ونوه إلى أن "اليوم تحاول بعض الأطراف مستغلة مواقعها سواء في الأمم المتحدة أو بعض المنظمات الدولية الأخرى وكذلك بعض القوى والأطراف في دول التحالف إعادة تلك المآسي وتكرار تلك الأخطاء فنرى الإمارات تفرخ المليشيات لخدمة أهدافها في بلدنا ونرى السعودية تتماهى مع تلك التفريخات خدمة لمصالحها أيضا التي ستأتي على حساب اليمن ومصالح اهله".

وقال السعدي أيضا أن "الحلول لقضايا اليمن تبداء من اليمن نفسه فالحوثيون وجماعة بقايا نظام علي عبدالله صالح المتمثلين بقوات طارق عبدالله الممثل ل احمد علي عبدالله صالح حليف وصنيعة الإمارات لا يمثلون أطراف الساحة الشمالية من اليمن بل هناك قوى أخرى يجب عدم تجاوزها وهذا لن يتم إلا بالدعوة إلى رعاية مؤتمر وطني شمالي يجمع كل القوى هناك ويخرج بممثل متوافق عليه يمثل الشمال اليمني".

وأضاف: "كذلك في الجنوب فمجلس الإمارات الانتقالي لا يمثل الجنوب بل أن هناك قوى أفضل منه على الساحة لن يجدي تجاوزها ولن يسمح تهميشها بصنع حلول ، والمخرج الوحيد هو أيضا الدعوة إلى مؤتمر وطني جنوبي يجمع كافة القوى الجنوبية ويخرج بممثل وطني جنوبي متوافق عليه يمثل الجنوب اليمني".

وتابع: "بعد ذلك ممكن إجراء محادثات جنوبية شمالية من خلال يمن اتحادي يحفظ بقاء الشرعية بعنصريها الشمالي والجنوبي وتحسم تبايناته قاعدة حق الشعب في الشمال والجنوب بتقرير مصيره".

واختتم السعدي تصريحه بالقول: "بغير هذه الأدوات على العالم أن يستعد لتفريخ المزيد من القوى والمليشيات وعلينا جميعا ان نستعد للعيش في عالم تسوده لغة العنف والقوة والسطوة وتتضاءل فيه فرص السلام ويأكل القوي الضعيف وتموت فيه المثل الانسانية".