الصراعات الداخلية

عبدالكريم السعدي

عندما يستشعر الانسان العادي الخطر يخرج بتلقائية للتعبير عن مايشعر به ، ومحافظة شبوه ألتي عاشت في الأيام الماضية وضعا أمنيا صعباَ استهدف أمن واستقرار هذه المحافظة وأبنائها خرجت لتعبر عن خوفها من مجهول يتجهمها وخطرا محدقا يتهددها ويكاد يلحقها باخواتها أبين ألتي دُمرت كليا وعدن ألتي مازال التدمير جاريا فيها ..


هناك من يتحدث عن صراع مشاريع جنوبية جنوبية  يقف خلف خروج البحث عن الأمان للناس في مناطق الجنوب وانا اعتقد ان هذا الطرح مازال يحتاج لخلق تقارب بينه وبين الحقيقة وارى ان هناك مشروعان فقط  تتجلى ملامحهما على الساحة اليوم مشروع شمالي حدد اتجاهاته ويسعى لتحقيق اهدافه وتتفق اطرافه جميعها على تأجيل صراعها الداخلي حتى انجاز هذا المشروع ، ومشروع جنوبي حدد اتجاهاته ولكنه لايمضي لتحقيق اهدافه  بل أنه يصر على تأجيلها والانتظار  حتى الإنتهاء من صراعاته الداخلية ألتي لاتحمل أي مشاريع سياسية واضحة  !! 


في اعتقادي أن المشروع الشمالي سيواجه بآلياته التي يوظفها حاليا  اذا مانجح رعاته في مسعاهم صراعا قادما لن يفضي إلى دولة ولن يستطيع حتى العودة إلى أطلال دولة ماقبل 2011م ، ولتفادي هذه النهاية ليس أمام  الأخوة في الشمال إلا التخلي عن فكرة فرض الأمر الواقع بالقوة والعودة إلى طاولة الحوار للتوافق فيما بينهم من خلال مؤتمر شمالي  للوصول إلى مشروع يفضي إلى دولة بمعايير الدول المعترف بها ..


اما في الجنوب فان تقديم اهداف الصراع الداخلي على اهداف المشروع الرئيسي أمر في اعتقادي لن  يفضي إلا إلى اجترار تاريخ الجنوب التصارعي  وستقوض نتائجه مسيرة تحقيق هدف المشروع الجنوبي الأول بل أنه سيهدد وجود هذا المشروع ، ولتجاوز كل ذلك ليس امام  الجنوبيون خيارا سوى إعادة ترتيب اولوياتهم والذهاب أيضا أسوة بالشماليين إلى مؤتمر جنوبي يجدول الرغبات والأهداف الخاصة بالاطراف المتصارعة ويضع على رأسها المشروع الوطني الجنوبي الأساسي ....


الواضح في الشمال والجنوب أن العربة في تفكير الجميع مازالت إلى الآن تحتل مكانتها قبل الحصان وهذا الوضع يجب أن يُصحح لإيقاف عجلة التدمير الممنهج للوطن ولتتجاوز البلاد محنتها ..


تحقيق المشروع والهدف لقوى الشمال وكذلك تحقيق المشروع والهدف لقوى الجنوب  لن يتحقق إلا من بوابة الدولة الاتحادية كمحطة  تمنح الشعب في الشمال والجنوب حق تقرير المصير وتحديد المكانة السياسية ..


إن تتم عملية إشراك شعب تم تهميشه على مدى اكثر من خمسين عام لإبداء راية في مستقبله هو بوابة الدخول إلى أول مربعات الإستقرار في اليمن بشطريه وهو بالقطع أكثر إيجابية من طريقة نصب الكمائن السياسية أمام أي خروج لأي مجاميع من هذا الشعب هنا أو هناك للتشويش على حقيقة اهداف الخروج والتصارع على اختطاف تلك الخروجات لمصلحة كل طرف

مقالات الكاتب