مقال ل عبدالكريم السعدي: العنصرية المناطقية و السياسية داء عضال أصاب الجسد والعقل الجنوبي

العنصرية المناطقية والعنصرية السياسية داء عضال أصاب الجسد والعقل الجنوبي ، وهما يعدا عنوانا لضحالة الفكر وتردي وبدائية الوسائل المستخدمة لبلوغ الأهداف العامة والخاصة ..


العنصرية بكل وجوهها ممقوتة فهي لاتصنع مستقبلا امنا  ولا اوطانا  ناجحة ومتطورة ومستقرة  بل تؤسس لديكتاتوريات أثبتت فشلها وعقمها .. 


فالعنصرية القروية المناطقية تفتك بالمشاركة الوطنية وتلغي كل الطاقات وتختزل الوطن في قرية أو منطقة بعينها ، والعنصرية السياسية تلغي مبدأ المنافسة السياسية الإيجابية وتصادر حق الآخر في المشاركة،  وتعبث بالتعدد الوطني والسياسي وتخلق واقعا كسيحا لا يستطيع تجاوز حدود عقليات الفئة المتربحة من هذا الوضع ..


الدعوات إلتى نسمعها بين الحين والاخر والمنادية بتوسعة وتطوير بعض المكونات التي بُنيت على أساس العنصرية المناطقية والعنصرية السياسية من قبل البعض المناصر لتلك المكونات كبديل عن المؤتمر الجنوبي العام  هي دعوات تفتقر إلى التوجه والتفكير الوطني ويعتمد عرابيها على التجييش والحشد لخدمة توجهات تلك العنصريات القريبة إلى مصالحهم ..


ما يُبنى على العنصرية لا تتم معالجته  بالتصحيح ، ولو كانت فكرة التصحيح هذه موضوعية لما احتاجت الأوطان إلى الثورات ولأقدمت شعوبها على تصحيح الملكيات وأنظمة الحكم الديكتاتورية بدلا عن الثورة عليها ولوفرت على نفسها الضحايا والدمار ...!!


العاطفة والمصالح الذاتية قد تجرنا احيانا  إلى التلبس ببعض القناعات  ولكن المؤكد أن لا تلك العاطفة ولا تلك المصالح تستطيع أن تجعل من الذاتي موضوعي ومن الموضوعي ذاتي إلا  في حسابات الربح والخسارة الخاصة ...


       عبدالكريم سالم السعدي 

             8 يناير 2020م

مقالات الكاتب