أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
ننظر إلى جهود د.أحمد عبيد بن دغر بأنها تشكل بارقة أمل وخطوة ضرورية لتطهير محافظة عدن من المليشيات والقوى غير الرسمية والتي تهدد امن واستقرار عدن وأهلها والمناطق المحررة عامة بل أن خطرها يتجاوز حدود الجنوب كما تجاوز خطر الحوثي حدود الشمال .
ونعتبر تنفيذ البنود الخاصة بالجانب الأمني والعسكري الواردة في مقاربات الرياض أمرا ضروريا ليس لأبناء الجنوب فقط ولكن للجنوب واليمن والمنطقة عامة فبتطبيق هذه البنود يقطع الجميع شوطا كبيرا باتجاه تجاوز الأخطار المترتبة والمتوقعة لاحقا على بقاء الوضع كما هو عليه حاليا .
ومع كل هذا فإننا ننبه إخوتنا في المملكة العربية السعودية كراعية لهذه المقاربات ، ومعها ننبه إخوتنا في الشرعية من مغبة الوقوع في خطأ التقديرات القاصرة وممارسة الابتزاز ضد مكون الانتقالي وتكتيفه بعباءة (الممثل الجنوبي) التي باتت هدفه الاوحد ، ظنا بأن ذلك سوف يسهل عملية الالتفاف على الحق الجنوبي وتمييع قضية الجنوب والقفز على مشروعيتها وعدالتها .
نعلم جيدا أن أحداث أغسطس 2019م التي شهدتها عدن قد وضعت إخوتنا في الانتقالي في موقف ضعف ونعلم أيضا أن مقاربات الرياض لم تأتي خضوعا لفاعلية اطراف تلك الأحداث وقوة تواجدها كما يشاع بقدر ما كانت بمثابة موسم حصاد سياسي لمرحلة تم التخطيط لها مسبقا استهلها رُعاتها بخطأ جسيم أوقع مكون الانتقالي نفسه فيه بهذه الأحداث .
دأبت كل الأطراف على الدفع بالانتقالي (الذي ظهر مسلوب القرار) بشكل مباشر وغير مباشر لارتكاب الكثير من الحماقات والتي كان اخرها أحداث أغسطس 2019م ، وماتؤكده الشواهد اليوم أن مقاربات الرياض النوفمبرية في باطنها لم تكن سوى طوق نجاة جديد ( مدفوع الثمن) ترميه تلك الاطراف لاخراج الانتقالي من مأزق جديد تم إيقاعه فيه ..!
عندما يُسلٌم مكون الانتقالي أسلحة مليشياته وينسحب من المناطق التي دمرها وذبح أبناء الجنوب ليدخلها عنوة بمساعدة طرف إقليمي وكل ذلك في مقابل (عظمة) المشاركة في أي حوار اممي قادم من (بوابة الشرعية) فإن هذه الصفقة الهزيلة تؤكد ان ذلك التسليم والاستسلام لم يكن سوى ثمنا متفقا عليه تعمل بعض الأطراف على تحصيله ويراد له ان يكون خفيا ..!
خلاصة القول هي أن استغلال طيش مكون الانتقالي ونزقه واندفاعه نحو امتلاك الجنوب منفردا ، وتوظيف أخطاءه والتلويح له ب (جزرة) تمثيل الجنوب للدفع به لارتكاب المزيد من الحماقات عملا لن يؤسس لاستقرار ولا امن ولن يكون مبررا مقنعا للتحايل على الجنوب وقضيته خصوصا ان هناك الكثير من القوى الجنوبية التي يأتي في مقدمتها الحراك الجنوبي السلمي قد أعلنت تأييدها للرئيس هادي ولمشروع اليمن الاتحادي المقرون والمشروط بحق تقرير المصير للجنوب ، فاذا أردنا أن يكون هناك حلا جذريا للقضية الجنوبية فإن ارضية الحل الصحي تكمن في مؤتمر جنوبي عام يفرز ممثل جنوبي توافقي يعي متطلبات المرحلة ولاتحكمه النزعات الفردية والعقليات الطائشة ولايخضع لسياسة اللعب على الاختلافات والتباينات الجنوبية ..