#عيب_أسود_لشبوة!
تواصلت بالأخ "صابر المصري" سائق القاطرة التي تم نهبها عليه في محافظة شبوة من أحد أبناء لقموش مع الأس...
أتحدّث بشكلٍ يومي مع أحد وزراء الشرعية أو قيادات سياسية بارزة في داخل الوطن أو خارجة ويتكرر سؤال دائمًا يُطرح لي من قبلّهم وهو كيف حال أبناء عدن وهنا أحببت أنّ أنقل إليكم وللجميع ما هو حال أبناء عدن والمعذرة على الإطالة.
خرجتُ اليوم من منزلي الساعة الثامنة فوجدت جاري عسكري متقاعد يسألني متى سوف يُصرف المرتبات والمعاشات يـ أحمد فأرد عليه قريبًا في هذا الإسبوع حسب تصريحات مدير دائرة المالية.
ركبتُ سيارتي ومريتُ بجانب جولة السفينة وجولة القاهرة فوجدتُ عائلات شمالية لديهم أطفال صغار وبنات شماليات جميلات يتسولون من السيارات في الازدحام المروري في منظرًا يُحزن ويقطع القلّب.
مريتُ على مديرية المنصورة وتفاجأتُ بطابور كبير من أجل تعبئة البترول يمتد على طول الشارع.
وصلّتُ كُلّيتي " الآداب " فوجدتُ طالبات يترجون الأستاذ أنّ يتوسط لهم عند العميد كي يُعطيهم إعفاء من رسوم الدراسة المقدرة بنحو " 3500 "ريال يمني وللعلم ليس من صلاحية العميد الإعفاء.
بدأت المُحاضرة وشدد الأستاذ سعد على الإلتزام بالحضور فقالت لهُ إحدى الطالبات يـ أستاذ لا نستطيع الحضور اليومي بسبب عدم إمتلاك بعض الطلاب والطالبات قيمة المواصلات.... مأساة!
أنهيتُ دراستي وخرجت من الكلية برفقة صديقي كمال شائف واتجهتُ نحو سوق القات كي يشتري صديقي القات فجاءت نحوي فتاة بالعشرين من عمرها جميلة للغاية قالت باستحياء يـ أخي أني وأمي وإخواني في البيت لا يوجد لدينا أيّ لقمة نأكلها وأنا لا أُريد مالًا فقط أشتري لنا وجبة خفيفة نسدّ فيها جوعنا عندما رأيتك أعتبرتك مثل أخي لهذا أخبرتك فأرجوا ألا تردني.
عدتُ للمنزل وقبل طرقي للباب أخبروني بعض الأصدقاء نبأ استشهاد أحد أصدقائي اليوم في التحيتا وإصابة آخر ويطالبون مني زيارتهم والحديث عنهم وإذا أستطعت إخرج دعم لهم.
أغلقت الهاتف ونمت ساعتين وقمت بتشغيل هاتفي واتصفح الفيس والوتس وتفاجأت برسالة من ناشط إعلامية معروفة بعدن تُخبرني أنها تحتاج لمبلغ 500 ألف ريال يمني لأن أختها الصغيرة مريضة وللأسف لم أستطيع مُساعدتها وهيا سوف تقرأ المنشور لهذا وأنا أعتذر لها أمامكم ويشهد الله أننا أحترمك وأتمنى مُساعدتك من مالي الخاص لكن المبلغ كبير سامحيني سيدتي.
خرجتُ من منزلي وقعدت في نصف حارتي " الحافة " ولقيتُ كثيرًا من الأصدقاء خريجين لم يجدوا وظيفة ويسألون هل سوف نجدّ وظائف أو بعد الدراسة الأكاديمية سوف نذهب للعسكرة والقتال بالجبهات فحزنت ولم أستطيع الرد عليهم.
عدتُ إلى منزلي مُجددًا فوجدت أكثر من 100 مُحادثة من شباب أثق أنها طلّبات مُساعدات مالية أو وظائف فاستغليت الوقت ودخلت أتحدث مع صديقي الإعلامي محمد مُساعد أُخبره عن أحد الإعلاميين حالته المادية سيئة وأسأله إذا هُناك وظيفة لهُ فقال قد طلب مني عدة أشخاص إيجاد وظائف لهم لكن للأسف أنا بنفسي لا أمثلك وظيفة حكومية أو خاصة بمرتب شهري.
هذا حال عدن وأبناؤنا يعيشون حالة إقتصادية سيئة للغاية وبرغم هذا لازال هُناك عائلات يعشيون ببركة وستر من الله وبرغم الحزن نتمنى واقع أفضل.
هذا حال أبناء عدن لمن يسأل عنهم بين جوعًا ومرضًا وموتًا و بطالةً وفقرًا بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية ونسأل الله ألا يزداد سوءً.