أوقفوا نزيف الدم الجنوبي في ابين

الحرب الدائرة في أبين هي حرب عبثية وكِلا الطرفين مسيران لا مخيران..
بالله عليكم هل أحد منكم استخدم عقله الذي وهبه الله إياه وفكر وقدر .. كيف تدار معارك طاحنة بين طرفين يستخدمان سلاح جهة واحدة ويتاقضيان مرتبات من نفس الجهة وحتى الوقود والتغذية مقدم من نفس الجهة لكِلا الطرفين المتقاتلين.

 والعجيب الغريب المضحك المبكي أن هذه الجهة قامت بإبرام مصالحة بين هذين الطرفين قبل أشهر مضت!! وتكفلت بالإشراف والمتابعة لتنفيذ هذه الاتفاقية التصالحية.. ولا زالت قيادات الأطراف المتقاتلة والمتصارعة مُقيمة في عاصمة بلد الطرف الداعم للحرب .. الوسيط في نفس الوقت!!

أما آن الأوان للقيادات السياسية في الشرعية والإنتقالي أن تفكر بعقولها لا بعقول الكفلاء!! 

يكذب عليكم من يقول أن الشرعية تقاتل في أبين من أجل تثبيت دعائم الدولة اليمنية ممثلة بالشرعية! ويكذب من يقول أن المجلس الانتقالي يقاتل في أبين من أجل استعادة الدولة الجنوبية.

كفى استهتارًا واستغباءً للشعب المسكين!! متى تعودوا إلى ضمائركم أيها القيادات.. أبنائكم وأقاربكم يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد والنعيم في الرياض وأبوظبي بينما تزجون بالبسطاء والكادحين في محارق ومعارك خاسرة وتحت شعارات أنتم تدركون أنها كاذبة.

هلا راجعتم ضمائركم  وعدتم إلى رشدكم واستعظتم من الحقب الماضية التي عصفت بالجنوب واليمن ككل!

أما آن الأوان للمملكة العربية السعودية أن توقف نزيف الدم الجنوبي اليمني!! 

ألم تكن الرياض قائدة التحالف أبرمت قبل أشهر اتفاقية بين الشرعية والانتقالي وأكدت أنها سوف تقوم بالإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقية؟!

إذن لماذا لا تقوم مملكة الحزم والعزم بدورها الأخلاقي وتُوقف هذه المهزلة في أبين! وتشد على الطرفين بتنفيذ اتفاقية الرياض ومن يحاول يُماطل أو يتلاعب تقوفه عند حده وتجبره على تنفيذ ما وقع عليه .. وهي قادرة على القيام بهكذا دور .. لا سيما والسلاح الذي يتقاتل به الطرفين هو سلاحها وسلاح حليفتها الإمارات التي كانت حاضرة في هذا الاتفاق.
  
*هل يُعقل أن تقوم بدور الوسيط.. ثم تُمارس دور المؤجج للحرب والمُسعر لها!!*

لماذا لا تقوم بلاد الحرمين الشريفين بدورها الديني والشرعي المتمثل بقوله تعالى: (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))

أيها العقلاء .. أيها الشرفاء .. أوقفوا نزيف الدم الجنوبي الجنوبي .. وحافظوا على مبادئ التصالح والتسامح ولا تعيدوا نكأ الجراح التي كنا نظن أنها قد اندملت.. 

لا تُكابروا .. ولا تركبوا رؤوسكم.. بل حكموا عقولكم .. فالتاريخ لا يرحم.

عودوا إلى رشدكم فإني لكم نصاح أمين ..

والله من وراء القصد

#نجيب_الكلدي

مقالات الكاتب