أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
من عمق جرح الوطن النازف تطل علينا على استحياء تقاسمات حكومة (الإقليم) في الرياض ، ولم نقرأ حتى اللحظة بيان أو تصريح رسمي يؤكد تلك الإطلالات أو ينفيها الأمر الذي يجسد مأساة وطن مازال رهينا للعقلية التقاسمية واسيرا لسباق الأدوات لإرضاء رُعاة تلك الادوات !!
ومن خلال تلك الاطلالات (التسريبات) تتكشف أمامنا الوجوه وتتساقط مقومات الخطاب لكل الأطراف المشاركة التي تعلن عن نفسها بوقاحة بأنها بريئة من أي مشاريع وطنية وملطخة بمشاريع سياسية ملوثة بأطماع الأطراف الإقليمية المتعهدة لتلك الأطراف الأدوات !!
ففي هذا (المولد) يتواجد الطرف الذي ناقض خطابه الذي دأب من خلاله على إتهام الآخر (بالملشنة والخروج عن الدولة) وتحول إلى محتضن لذلك الطرف (المليشياوي الخارج عن الدولة) معلنا بذلك عن سطحية وهشاشة خطابه ومشروعه ومن يقف خلفه ويمتلك زمام مفرداته..
وهو الطرف ذاته الذي تخلى عن ضحاياه من أبناء الجنوب الذين دعموه وتحملوا لأجله أعباء مواجهة العذابات والسلوكيات المناطقية التي مورست ضدهم والتي لم تقف عند العبث بمقومات الحياة الضرورية لهم بل وصلت حد القتل والإخفاء والتشريد والنفي التي مارستها ضدهم المليشيات في عدن وغيرها لمجرد أن لاحت له في الأفق مؤشرات قبول الحلفاء الجدد للمساومة على هدف أبناء الجنوب!
وهو ذاته الطرف الذي بموجب تلك التسريبات وما حوته سقط بالضربة القاضية أمام الطرف الإقليمي الذي يرعى ويدير ويوجه ويرسم سياسات المليشيات في الشمال والجنوب بما فيها الطرف الحليف الجديد..
وهناك يتواجد ايضا الطرف الذي أتقن بيع الوهم لبسطاء الأتباع والمغفلين ليكسب نفسه في الأخير وينحر القضية التي بها وبدماء أبنائها صنع لنفسه مكانة بات يراها إنجازا كبيرا في حضرة الأقزام الذين يشاركونه المساومة !!
وهو الطرف ذاته الذي حرّم ذات خطاب نشاط (حزب الإصلاح) في الجنوب من شارع مدرم في المعلا وعاد اليوم ليأتى بالاصلاح متابطا اذرعه كشريكا في حكومة تحكم ذات الجنوب الذي حرّم وجرّم نشاطه في مناطقه!!
وهو الطرف الذي مزّق عُرى المجتمع الجنوبي حين خوّن المنتمين للشرعية ، والمنتمين لحزب الإصلاح ، والمنتمين للمؤتمر الشعبي العام من أبناء الجنوب ، وخوّن كل من اكتشف حقيقته وكذبه منذ اليوم الأول لتكليفه بمهمة تمزيق الجنوب وزرع الفوضى فيه..
وهو ذاته الطرف الذي قال أن مشروع مؤتمر القاهرة (علي ناصر) سقفه واطي ) وأن ذهاب محمد علي احمد وانتزاعه المناصفة الحقيقية للجنوب في حوار صنعاء خيانة لدماء الشهداء ..
وهو ذاته الطرف الذي قال عن لجنة المؤتمر الجنوبي الجامع بأنها خاضعة للرابطة وانها تتبنى مشاريع لا ترتقي إلى مستوى التضحيات الجنوبية!!!
وهو ذاته الطرف الذي عبر إلى الحكومة بجوازا جنوبيا (تحرريا) واستقر فيها بإقامة يمنية (تابعية) ، حين استغفل اتباعه بأدعاء التمثيل الجنوبي وامرهم بالدوس على علم اليمن وافضت نتائج استجداءه (للسفير والوكيل) في النهاية إلى قبوله بوضع مكون يمني يتدثر بذات الراية !
وهو الطرف ذاته الذي دمر عدن وحولها إلى قرية بحجة الثورة والتحرير وأنتهت به احلامه الكسيحة إلى ملحق ضمن وفد الشرعية في أي مفاوضات قادمة وبذلك افقد الجنوب استقلالية المشاركة والتفاوض الندي !
وهو ذاته المكون الذي بعد كل هذا السقوط والتنازلات والخضوع والتسول السياسي مازال يصر أن الجنوب لن يأتي إلا من بوابته ..
تشير تسريبات (نفايات) ما يسمى باتفاق الرياض التي راصفت المكونات الهزيلة (الرهينة لدول الإقليم ) والتي سبق لها وأن شاركت في ذبح الوطن من الوريد إلى الوريد ، بأنها ليست إلا عملية تحضيرية لمرحلة تقاسم كبرى قادمة يُراد لها أن تعود بالوطن إلى ما قبل 11 فبراير 2011م للوصول إلى مجسم لوطن خاوٍ من الداخل مكبل بكل مساوئ تلك الحقبة ، مما يعني أن كل الأرواح التي أُزهِقت والمنجزات التي دُمِّرْت والأُسر التي شُردت والمساكن التي هُدمت والإهانات التي لحقت بأبناء الوطن والانتهاكات التي طالت أراضي الوطن وسيادته لم تكن ثمناً لتحرير وتطهير الوطن بل كانت ثمناً مفروضاً لحل الخلافات الإيرانية الخليجية !
لن يكون أمام الشعب الذي ارتضى بكل هذا العبث إلا أن يرضى أيضا بما ستفرزه عقلية (السفير والوكيل) في الفصل الأخير لهذه الملهاة المأساوية والتي ستمنح الحوثي أيضا وبقايا عفاش الشرعية بالدخول في حظيرة المليشيات التي شرعنت لوجودها نفايات ما يسمى باتفاق الرياض حتى الآن !!
عبد الكريم سالم السعدي
25 أكتوبر 2020م