خطوات خارج قفص التجهيل.. الخطوة (12)

(1)
واضح أن كل الأطراف المعنية بأزمة اليمن تنتظر الوافد الجديد إلى البيت الابيض ، ولم تعد حكومة التقاسم اليمنية وصراع مراضاة الأدوات هدفا كما كانت بل تحولت إلى وسيلة في ظل متغيرات جعلت الكل منشغلا بتغيير (كالون) باب منزله ليتمكن الوافد الامريكي الجديد من الولوج  متى شاء بيسر وسهولة تمنح اصحاب المنزل حق الاستمرارية ..

 (2)
تحدث برنامج الوافد الديمقراطي إلى البيت الابيض عن ضرورة إيقاف الحرب في اليمن وحل الأزمة اليمنية كما تحدث بذلك البعض من رجالات الحزب الديمقراطي ، ولا يستطيع احد غير سادة البيت الأبيض الجزم بمصداقية هذا الحديث وبانه ليس مجرد تلويح بأدوات ابتزاز جديدة لدويلات النفط العربية.

(3)
مع اقتراب موعد التسليم والإستلام بين الديمقراطيين والجمهوريين في البيث الابيض تسارعت خطوات دول التحالف (السعودية والإمارات) باتجاه تحسين علاقاتها مع دولة قطر وشهدنا تحركات ايجابية على مستوى العلاقات السعودية التركية ، وعلى مستوى حرب اليمن تم سلق قرار وقف الحرب في محافظة أبين في أيام معدودة اثارت محدوديتها مخاوف وقلق وتساؤلات اليمنيين الذين اصبح لسان حالهم يردد (لاندري ايُراد بنا خيرا أم شر)..!!

(4)
لبنان ، اليمن ، سوريا ، الصومال ، ليبيا  ، السودان وغيرها ، دول دفعت ومازالت تدفع ثمن صراعات تديرها دول الخليج كادوات ، ففي كل دولة من هذه الدول عصابات مسلحة تتصارع بالمال والسلاح والدعم الخليجي ، فهل سنشهد عملية (سلق) جديدة لقرار آخر على شاكلة قرار السعودية إيقاف حرب محافظة أبين اليمنية يضع حدا لنزيف الدم والامكانات في هذه الدول ؟؟
 
 (5) 
عدن وضواحيها ستبقى على حالها حتى تتفق اطراف التحالف على تقاسم غنائم حرب اليمن ، فالتحالف بات ضامنا أن صنعاء في يد أمينه وضامنا أن مذهب تلك اليد السياسي والعقدي واسع وممكن الولوج إليه من خلال ابوابه الكثيرة والمشرعة بعد أن استطاع من خلال النيران الصديقة ايقاف زحف قوات الشرعية كي لا تصل إلى تلك اليد ابدا ..

 (6)
سيكون على دولتي التحالف الابقاء على عصابات ومليشيات التخريب في عدن وضواحيها من محافظتي أبين ولحج لضمان استكمال مشروعهما في السيطرة على الشريط الساحلي والجزر والموانىء والمعابر ، وما استثناء جزيرة سقطرى من قرار الفصل بين القوات إلا مقدمة لهذا  المشروع !!  

 (7)
  منذ العام 2015م ونكبات الوطن تأتي من أناس كانوا ضمن مؤسسات الدولة سواء بالاستقطاب او بالتدرج الوظيفي ولم تأتي من خارجها حتى الحوثي امتلك ادوات تشكيل الخطورة من نافذة تواجد عناصره في مؤسسات الدولة ثم تحالفه مع راس الدولة عفاش واخيرا من  اتفاق السلم والشراكة ..

(8)
وقع الرئيس هادي في الشراك المنصوبة له من اعضاء شرعيته ومؤسساتها عندما وافق على ماسمي باتفاق الرياض وعندما تخلى عن خيرة رجاله ، فقد استكمل احكام الطوق حول نفسه لصالح الطرف الاقليمي الذي يتحكم ميدانيا بتحركات (مايسمى بحراس الجمهورية والمجلس الانتقالي )  ويقيم تفاهمات ستؤتي ثمارها قريبا مع جماعة الحوثي !! 

(9)
كانت عملية سلق قرار إيقاف حرب م/ابين وتشكيل الحكومة خطوة سعودية استباقية وضرورية تفرضها حساباتها الخاصة جدا ، وتحاكي بها توجهات الوافد الديمقراطي الجديد الى البيت الابيض ..

(10)
 اجتهدت المملكة السعودية في حشر ما استطاعت من ادواتها وادوات حليفتها الإمارات في ما اسمتها (الحكومة اليمنية) لتضمن غدا وجود إطارا يتعاطى معه سيد البيت الابيض الجديد فكانت فكرة هذه الحكومة التي يُتهم اليمن بأسمها ويقوم معين عبدالملك بدور رئيسها !!

(11)
تبقى القضية الجنوبية هي الشهيد الوحيد لكل هذه المعارك وهو الشهيد الذي ليس له بواكي في دولتي التحالف ولا في مكونات الصراع اليمنية المحلية شمالها وجنوبها ولن يبكيه سوى ابناء الجنوب الذين دفعوا فاتورة الثورة الباهضة منذ منذ يوليو 1994م ..

مقالات الكاتب