خطوات خارج قفص التجهيل الخطوة (15)

إذا لم يتم الفصل بين سلوكيات مكون الإنتقالي وتخبطه وفقدانه للاتزان السياسي ولامتلاك مقومات القرار وبين القضية الجنوبية التي يوظفها ليلا ونهارا فإن هذه القضية ستتحول إلى كذبة كبرى وستنتهي بفقدانها لمصداقيتها وعدالتها وهذا مايبحث عنه اليوم أعداء القضية بل ويعملون على ترسيخه من خلال الإنتقالي وغيره من الأدوات الإعلامية والمكونات ذات التوجهات الهلامية والمرتبطة باجندات خارجية.

(2)
 نبهنا مرارا مما سمي باتفاق الرياض وقلنا أن الإنتقالي يسعى من خلاله إلى التواجد فقط كمكون سياسي على حساب القوى الجنوبية الأخرى ولايهتم كثيرا بالقضية الجنوبية وهذا ما أكدته الخطوات اللاحقة وصراخ الانتقاليين مع كل قرار يصدر ، الأمر الذي يوحي أن هؤلاء أما أنهم لم يستوعبوا بنود الأتفاق أو انهم مازالوا يواصلون استغفال اتباعهم .

(3) 
أدركت أطراف الشرعية المستفيدة وبعض أطراف الإقليم حقيقة هدف مكون الإنتقالي وأنه لايتجاوز الاستحواذ على التمثيل الجنوبي ولو من خلال دولة يمنية اندماجية على شاكلة دولة 22 مايو 1990م  فوفرت له كل الأسباب والامكانات للوصول إلى ذلك الهدف وكان ماسمي باتفاق الرياض  تأشيرة المغادرة من مطار التحرير والاستقلال وفك الارتباط بإتجاه الوحدة اليمنية باطرافها وشكلها الجديد !

(4)
تعرض الجنوب وقضيته لحرب شعواء وكانت أشد الهجمات شراسة تلك التي قادها نظام علي عبدالله صالح ولكن وللتاريخ نقول أن أكبر خسائر لحقت بالجنوب وقضيته كانت على يد مكون الإنتقالي والطرف الإقليمي الراعي له ولنا في وجه عدن العابس والجريح ، ووجه زنجبار وحوطة لحج خير دليل ، ولنا في حال القضية الجنوبية والنسيج الإجتماعي الجنوبي الممزق  اليوم ايضا دليل  !!

(5)
المرحلة الحالية تتطلب من الإنتقالي أن يعلن فك ارتباطه بالقضية الجنوبية احتراما لتضحيات أبناء الجنوب ليؤكد لنفسه واتباعه ولأبناء الجنوب أن تشكيله وتواجده فعلا لم يأتي لضرب هذه القضية والإضرار بها وليوقف مسلسل المساس بهذه القضية ، واعتقد أن هناك وسائل وأدوات كثيرة متاحة للانتقالي وغيره من المكونات والأحزاب يستطيع من خلالها تحقيق مكانته السياسية في إطار الخارطة السياسية اليمنية دون الحاجة للاضرار بالقضايا التي سُفكت لأجلها الدماء وقدمت لأجلها التضحيات .

(6)
   على الأصوات الجنوبية والشمالية التي توظف العبط السياسي لمكون الإنتقالي للترويج لحكم عفاش والوحدة اليمنية بشكلها الذي قامت عليه في مايو 90م وبانها كانت جنة الله في الارض أن يوقفوا عبث ماكناتهم تلك ، فلو أن حكم عفاش والوحدة حينها كما يقولون لما اصبحت اليوم الإمارات تحتل سقطرى وتوقف الحياة في المناطق الجنوبية ، ولا السعودية استطاعت ربط شرط إيقاف الحرب بانتهاك السيادة في المهرة وحضرموت ، وأرى ان الافضل توجيه جهودكم للمطالبة بتحرير أرضكم وإيقاف الحرب التي تدمرها .

(7)
  قضية الجنوب موجودة وقضية صعدة كذلك موجودة ولكل قضية حل يتناسب والأسباب والمقومات والمعطيات التي تستند اليها تلك القضية ، وبالتالي فعلى الأطراف الأخرى أن لاتجعل من جرائم الحوثي ومن يقف خلفه إقليميا في الشمال ، ومن جرائم المجلس الإنتقالي ومن يقف خلفه إقليميا في الجنوب مبررا لإلغاء تلك القضايا والإساءة إليها ، ومن الإنصاف الفصل بين القضايا ودعاة النضال زورا باسمها!

(8)
  هناك مكونات جنوبية خذلت المراهنين عليها حين تخلت بعد إعلانها عن الأهداف التي قامت على أساسها فظهرت من خلال القصور السياسي هذا  لقادتها كالبكتيريا التي نشأت على جرح الإنتقالي المتعفن سياسيا ومناطقيا وحين فقدت القدرة على التصحيح  أصبحت تمثل جراحا أخرى عفنة على وجه الخارطة السياسية الجنوبية ..

(9) 
  تستمر الشرعية في الخلط بين جرائم المساس بالسيادة الوطنية وبين الصراعات الحزبية الداخلية وبذلك الخلط فقدت الكثير من مشروعيتها حين قبلت بالجلوس على طاولة واحدة مع جماعات ثبت بالملوس وبالدليل القاطع ارتكابها لجريمة الخيانة العظمى في حق الوطن.

(10) 
  بعض قيادات الحراك الجنوبي التي تعتمد الصمت السلبي تجاه مايعتمل ضد القضية الجنوبية كاسلوب نضال ، والتي مازالت تراعي مشاعر داعميها أكثر من مراعاتها لمشاعر أسر الشهداء والمخفيين والمعتقلين والجرحى الجنوبيين ، والتي ترى في نضال الصمت وتوزيع المواقف على الاطراف المتصارعة سرا عملا وطنيا وسياسيا ، لن ينوبها إلا  انكشاف عورتها أمام أبناء الجنوب ، ومطلوب من تلك القيادات إذا ما زالت تمتلك قرارها أن تغادر المنطقة الرمادية وان تعلم أن الصمت لم يكن يوما أداة تغيير أو رفض بل علامة موافقة ، وقديما قالوا السكوت علامة الرضا ...

              عبدالكريم سالم السعدي 
                  21 يناير 2021م

مقالات الكاتب