السادة الحمقى، السادة عبيد السوء ..
السادة الحمقى، السادة عبيد السوء ..مروان الغفوري: أود أن أبلغكم، وبشكل رسمي، أن علي محسن الأحمر...
الكهان كثيرون، والحقيقة في مكان آخر. شكر رواد تويتر سلاح الجو السعودي، وعلى فيس بوك جرت أحاديث عن تصفيات داخلية، وقال خلق قليلون إنه أصيب بالوباء. أبرز الفرضيات، وقد ارتقت لمستوى الحقيقة، أن ضربة جوية قضت على الرجل ضمن آخرين كابن حبتور وخالد العماد وغيرهم . على تويتر يشكر المغردون السعوديون طيارهم البطل الذي قضى على الرجل الخطر، وعلى آخرين أقل أو أكثر خطرا.
قبل شهر من الآن أصيب زكريا الشامي بفيروس كورونا، وبقي أسبوعا كاملا في منزله يرفض الذهاب إلى المستشفى. في الأيام تلك أصيبت زوجته وأمه، كما أصيب والده الجنرال القوي يحيى الشامي.
نقل أربعتهم إلى مستشفى السعودي الألماني في صنعاء، أما زكريا فقد استدعى نقله إلى العناية المركزة. على الفور وضع على أجهزة التنفس الاصطناعي ولكن حالته تطورت إلى فشل شامل في وظائف الرئة. على مدى أسبوعين تعقدت حالة الرجل إلى أن فارق الحياة في اليوميين الماضيين.
لا تزال والدته ووالده في المستشفى نفسه، في وحدة العزل، وثلاثتهم في وضع صحي مستقر إلى حد بعيد، باستثناء الأب الذي يتحسن على نحو أبطأ، ولكنه على أية الحال في الجانب الهادئ من المرض.
يرقد في العالية الفائقة في المستشفى نفسه رئيس وزراء الحوثيين الدكتور بن حبتور، وقد سمح الحوثيين بتسرب بعض المعلومات عن حبتور، وتكتموا بصورة فاشية على حياة السيد الشامي. أدخل بن حبتور إلى المستشفى قبل زكريا الشامي، ومنذ ثلاثة أسابيع يكافح الأطباء للسيطرة على فشل رئتيه دون فائدة.
الوضع الصحي لابن حبتور مليء بالعظة والعبرة، فهو يرقد في وضع على الحافة بينما تدور الأعين الحوثية حول يحيى الشامي مانحة إياه النصيب الأكمل من الرعاية والتضامن.
حالة ابن حبتور لا تسر أحدا حتى أعتى الخصوم وتبدو حياته كليا على المحك.
كورونا يجتاح المدن وقد التهم قبل أسابيع القيادي الحوثي خالد العماد، وهو رجل أعمال ويملك شركة تأمين. التهمه المرض، ولم يمنحه من الزمن سوى أسبوع كامل. مما يثير في حياته القصيرة الطريقة التي فارق بها الحياة. رفض الذهاب إلى المشفى خوفا على سمعته، ربما، إلى أن هب أقاربه محاولين إنعاشه في منزله، وكان الوقت قد تأخر كثيرا.
هذه ليست قصصا للتسلية بل جرسا أضربه الليلة أمامكم:
خذوا الوباء على محمل الجد.
أما عن مدى صحة ما نشرته فليس أمامي سوى أن أقول لكم:
لولا أني أردت أن أحذركم بمثال من الحقيقة لما كتبت هذه التدوينة. فليست المآسي الفردية للناس مما يصلح للتسلية، لولا أن بعضها يأخذ شكل النذير.
أرجو أن تتوقفوا عن الكهانة والهري الفارغ، فأحد الرجلين مات في العناية المركزة بسبب كورونا في المستشفى السعودي الألماني
والآخر ينتظر في المكان نفسه وتحت الظروف نفسها..