الرئيس ناصر..!!.

كريتر سكاي/خاص:

دخلت مكتبة مدبولي، في شارع طلعت حرب، وهي واحدة من أشهر المكتبات المصرية، بحثا عن كتب يدور محتواها عن تاريخ اليمن، وقضاياه السياسية، وفي غمرة البحث، اتاني أحد العاملين في المكتبة للمساعدة، ثم تحدث معي عن اليمن واحوال الوطن الموبوء بالجراح، والجاثم على صدره حكام ممن يطلق عليهم بكل فخر (كوارث بشرية)!.

نظر إلي، ثم شعرت منه بشفقة لم تترجمها حروفه، وقال:
" اليمن بلد عظيمة، بلد التاريخ والحضارات، وحرام اللي يعتمل فيها"!!.

ثم سألني:
" دووول الحكام اللي بيحكموا اليمن ازاي انتم متحملينهم، وكمان ازاي هم جو حكام، هل لمصالح دول، أم لتاثيرات قبلية في اليمن، أم مفيش كفاءات عندكم، ودي مستحيلة طبعا"؟!!!!.
ثم قال:
" عندكم رجل قيادي، وسياسي محنك، ويمتلك كاريزما خاصة، استغرب ليه مستبعد من المشهد السياسي اليمني، هو بوجهة نظري من يستطيع قيادة اليمن إلى بر الامان، هو من يمتلك العقلية السياسية والتجربة، هو الناصح الأمين، هو لا يقارن بحكام اليمن..
 لم يمهلني ان اساله، وقالها بثقة:

 الرئيس علي ناصر محمد، هو رجل المرحلة إذا اريد لليمن ان تتعافى من حروبها واوجاعها..."!!!!!.

هذا الكلام جعلني أتذكر حديث استاذ جامعي معي، حول الرئيس أبو جمال،  ومكانته، وقدرته، وطيبته، وفلسفته في الحياة، وقربه من الناس في أفراحهم واتراحهم، لم يقطع حبل وصاله، وهم الوطن هو همه اليومي وخبزه وعجينه!

كان الرئيس علي ناصر محمد، سباقا في الدعوة لطي صفحات الماضي الجنوبي البغيض، وتبنى فكرة تاسيس ملتقيات التصالح والتسامح مع بزوغ فجر انطلاقة الحراك الجنوبي النبيل، كان متواجدا لحظة بلحظة مع كل ما يشهده شارع الجنوب والوطن عامة من أحداث ورؤى وبرامج، وفي كل تلك البوتقة يظهر (الناصح) الأمين بلغة العقل والمنطق.

في شهر نوفمبر ٢٠١١ دعا لمؤتمر في القاهرة، يتبنى خيار الفيدرالية بين الشمال والجنوب، وقدم تصور وبرنامج عمل يقتضي إعادة ما دمرته حرب ١٩٩٤ في بنيان الجنوب، سواء على مستوى الإنسان، والمقدرات، ثم بعد خمس سنوات يحق لشعب الجنوب الاستفتاء لتقرير مصيره بالبقاء ضمن (لعبة) الوحدة، أو الخروج منها مرفوع الرأس، وبلا ضرر ولا ضرار... !.

انبرى القادة العظام، وخونوا الرجل ورفاقه، وأعلنوها صراحة:  " فك الارتباط"، دون هدف ودون سقف، دون تحديد زمني، وها نحن الان بعد ١٠ سنوات، وفك الارتباط مازال مشفرا، بل أتى فك ارتباط آخر فيما بين الجنوبيين انفسهم وبكل اسى!!.

عندما قرعت طبول حرب المليشيات الحوثية، وتدخل قوات التحالف العربي، أعلن الرئيس صراحة موقفه من هذه الحرب التي لن تبقى ولن تذر،  وسيذهب معها اخضر اليمن مع يابسه، وقالها بصريح العبارة:
" الحرب العسكرية لن تحسم الامور، ولابد من الجلوس على طاولة حوار المفاوضات في سبيل التسوية السياسية، بعيدا عن ازيز الطائرات وفوهات المدافع"!.   وفي الأخير لن  تنتهي الحرب إلا وفق المفاوضات السياسية على طاولة الحوار، فلو كان التحالف وشرعيته الهشة لديهم القدرة على هزيمة جماعة الحوثي لانتهت المعركة عند أولى الجولات، لكنهم لم يستطيعوا حسمها، بل يباغتهم الحوثي بهجومه وصواريخه، في إشارة إلى أن قوته في ازدياد.!!.

تميز الرئيس ناصر  بتقديم المبادرات منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الحرب العبثية التي تدخل عامها السابع، وظل مناديا بوضع حد للكارثة الانسانية التي يمر بها الوطن، وطالب مرارا وتكرارا  " لوقف هذه الحرب التي لا يستفيد منها الا تجار الموت والحروب، ولكن دون جدوى لأن صوت السلاح والمال كان أقوى من صوت السلام.."!.

مقالات الكاتب

شبوة عصية على الإذلال!

حراك مجتمعي شعبي سلمي غير مسبوق تشهده مديريات محافظة شبوة في صورة تعكس مدى تلاحم أبناء المحافظة تجاه...

بيحان.. وتسليم السقوط!

ما إن حقق الإخوان نصرهم في شبوة، وخروج النخبة الشبوانية منها، بدأ للمتابع أن السلطات الحاكمة بقيادة...

لم تكن سنة حلوة!

يومان والقلم صامتا باكيا في سوداوية  الرحيل الموجع لأخينا وزميلنا وصديقنا وحبيبنا الشهيد بإذن ا...