خطوات خارج قفص التجهيل خطوة (24)

(1)
يكثر البعض الجنوبي اليوم من الحديث عن الحوار وضروراته كلما انتابته أعراض الإعياء السياسي أو شعر بالضعف ، ويقع هذا البعض دائما فريسة ( للطبع الذي يغلب على التطبع ) عندما ينفرد في تشكيل اللجان ويُقّيد دعواته الموسمية تلك بالشروط التي تجعل من هذا الحوار مجرد لقاءات استقطاب لاغير .

(2)
الحديث عن الحوار الجنوبي عمره من عمر الثورة الجنوبية فلماذا تأخرت استجابة البعض الجنوبي لهذا الحديث منذ العام 2007م حتى اليوم من العام2021م  ؟
لو بحثنا في زوايا الصراعات الجنوبية سنجد الإجابات على هذا السؤال وحينها ستتضح الكثير من الخفايا وتتغير الكثير من المواقف ، وستُصاغ مفاهيم أخرى للحوار غير المتراشق بها بين أطراف صراع التمثيل الجنوبي اليوم .

(3)
اخر تجليات أسفار الحوار الجنوبي تمثلت في لجنة قوامها مجموعة من المعفيين من مهامهم في الإطار التنظيمي لمكون الانتقالي ، واخشى فيما اخشاه أن تلك اللجنة إنما  ولدت كعزاء ومواساة وتطييب خاطر  لمن تم استبعادهم من تلك المواقع مع احترامنا للبعض من رفاقنا الثوار في هذه اللجنة !

(4)
عندما ذهبت جماعة الإنتقالي إلى حوار الشرعية شكلوا وفد تفاوضي مع أن الحوار لايفضي ولن يفضي إلا إلى الإعتراف بهم كمكون شريك في قوام الشرعية اليمنية فقط ، وعندما احتاجوا للحوار مع فرقاء الجنوب والقضية ذهبوا لتشكيل لجنة مع أن حوار الفرقاء الجنوبيين يؤدي الى تقوية اللحمة الجنوبية وبالتالي فرض القضية الجنوبية كقضية وطنية مستقلة لا تتسول مشروعيتها من خلال الانخراط ضمن قوام وفد الشرعية التفاوضي ولا من خلال حكومات سفراء دول التحالف.

(5)
رغم أن حوار قوى الجنوب فيما بينها يشكل أهمية لانتصار أهداف القضية الجنوبية بالمقارنة مع ما سمي بحوار الرياض إلا ان البعض الجنوبي تعاطى مع حوار الرياض بأهمية اكبر من تعاطيه مع حوار الفرقاء الجنوبيين وهذا يُظهر حقيقة مكنون هدف معركة هؤلاء البعض المتمثل فقط في التواجد في قوام سلطة دولة الشرعية بأسم الجنوب !!

(6)
كنت عضوا في لجنة المؤتمر الجنوبي الجامع برئاسة الشيخ صالح فريد العولقي هذه اللجنة اجمعت عليها تقرببا اغلب القوى الحراكية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من قوى الجنوب ولم تعارضها وتعمل ضدها بمساعد الاستخبارات الايرانية إلا جماعة الانتقالي اليوم التي كانت تسمى حينها (جماعة شرعية البيض) ..

(7)
وكنت عضوا في ما سمي بلجنة (مسدوس والوالي ) وكررت الجماعة ذاتها بمسمياتها السابقة والحالية نفس سلوكها التعطيلي فبعد ان استبعدت الوالي من اللجنة في مراحلها الاولى رفضت تلك الجماعة الحضور إلا بنفس شروطها اليوم وهي شروط حق القوامة على الجنوب وابناءه وبامكان أبناء الجنوب طلب معرفة الحقيقة من مسدوس والوالي !!

(8)
للحوار أسس وقواعد فإذا كانت لجنة الانتقالي الأولى برئاسة الشيخ صالح بن فريد العولقي ظهرت واختفت واختفى أثرها دون تفنيد ولا توضيح ممن شكل تلك اللجنة فإن مصير اللجنة الحالية المُشكّلة لن يكون أفضل من سابقتها إذا لم تلتزم بتلك الأسس والقواعد فأي لجنة لايكون هدفها النهائي الذهاب إلى مؤتمر جنوبي جامع فلن تكون إلا لجنة استقطاب لا اكثر . 

              عبدالكريم سالم السعدي 
                 10 يوليو 2021م

مقالات الكاتب