أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
(1)
أن أي محاولة لتوظيف مفردات الخطاب الوطني لخدمة بعض التطلعات السياسية للشخوص والمكونات في الجنوب لا تمثل إلا محاولات لإحياء أحلام البعض في السلطة والحكم ، ولن تساعد على أي تقارب جنوبي وستتحول إلى مجرد مناكفات سياسية تفرق لاتجمع .
(2)
أن الحديث عن تأجيل حل الخلافات الجنوبية إلى مابعد استعادة الدولة هو حديث المُتقدم خطوة على الآخرين بامكانات الخارج وليس حديثا منطقيا خصوصا وهو يفتقد إلى الآلية التي تضمن عدم تكرار ماضي الجنوب ، وهو حديث لن يقبل به معتنقيه إذا شعروا للحظة أن هناك من يتقدمهم بخطوة ، وهو حديث ينم عن بلاده سياسية وعن رغبة مريضة في استغفال الآخرين وإعادة كتابة التاريخ التصارعي الجنوبي مرة اخرى .
(3)
أن عدوانية الإفتاء السياسي التخويني التي تطال كل من يختلف مع مكون الانتقالي في الجنوب أمر يحتاج إلى وقفة جادة وإعادة نظر وتعقل فهو أمر إذا ما استمر سيعيد الجنوب إلى المربع الأول ، فليس هناك مكون أكبر من الجنوب وشعبه وبالتالي فإن المعارضة تُعد ظاهرة صحية وإن أقلقت البعض ، بينما الانقياد الأعمى تحت أي مبررات أو شعارات هو الكارثة بعينها وهو من سيعيدنا إلى مرحلة ( كل الشعب جبهة قومية ) و ( الحزب ضمير وشرف وعقل الشعب) وهي مراحل أثبتت فشلها.
(4)
ان من يحكم على أبناء الجنوب وثواره الشرفاء بالخيانة والذاتية ويقدحهم بأقسى المفردات والعبارات ويفتي بتكفيرهم سياسيا ووطنيا لمجرد انهم يعارضون توجهات وسياسات مكونه أو حزبه ويرفضون توجهاته وتبعيته لا يختلف كثيرا في سلوكه هذا عن شيوخ الأحزاب ودمُى بلاط الحكم الذين أفتوا ذات يوم بتكفير الجنوبيين لأنهم رفضوا الباطل وطالبوا بحقهم في العيش الكريم !
(5)
أن المرحلة اليوم بخطورتها لا تحتمل المزيد من التمترس والتعصب الحزبي والمكوناتي بل تتطلب الحيادية والتعقل قدر الإمكان خاصة من الذين يدّعون الفكر والنبوءة السياسية من أبناء الجنوب ، وأن تخلي هؤلاء عن اتزانهم ووسطيتهم وحيادهم يشكل كارثة لا تقل خطورتها عن خطورة الشحن والحشد المناطقي والقبلي والقروي الذي يجتاح الجنوب اليوم ويعرقل محاولات خروجه من النفق المظلم ..
(6)
أن محاولات التشويش الممنهج وسياسة الإسقاطات غير الموفقة التي يمارسها بعض ادعياء الفكر في الجنوب انطلاقا من حرصهم على مكوناتهم وخدمة لاحلامهم السياسية والحزبية أمر قد يضع هؤلاء في محل سخرية وتهكم امام جيل التكنولوجيا وطفرة الاتصالات والمعلومات اليوم التي حوُلت العالم إلى قرية صغيرة خصوصا أن واقع اليوم بمتغيراته قد لايستسيغ أدوات الأمس ومفردات موضوعاتها وخطابها لأسباب موضوعية وذاتية لا احد يجهلها ..
(7)
على مفكري المكونات الجنوبية التسليم بقانون التطور وحتمية التغيير فواقع اليوم لن يقبل بأدوات وواقع الاربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات وبالتالي فإن الإفراط في استحضار تجربة تلك السنوات وبالذات تجربة الشهيد قحطان الشعبي والشهيد فيصل عبداللطيف رحمهما الله ومحاولة اسقاطها على واقع اليوم لتبرير قروية ومناطقية تكويناتهم بات أمر غير ذي نفع ولن يقنع أبناء الجنوب بالعودة إلى أول السطر الذي كُتبت فيه نهاية الرجلين .
(8)
ان العقليات التي حرّمت على أبناء الجنوب إقامة أي علاقات مع محيطهم الإقليمي المتمثل بدول الخليج والسعودية وسحلت وقتلت وشردت وخونُت كل من كان له صلة بهذه الدول ذات يوم مطالبة اليوم وقبل التنظير لقادم أجيال الجنوب بتقديم مبررات وايضاحات تُقنع أُسر القتلى وتداوي جراح المشردين وتمحي تُهم الخيانة عن صحائف المتهمين طالما وقد سمحت لنفسها اليوم بالارتماء تحت أقدام ضباط مخابرات بعض تلك الدول وذلك حتى يستقيم ظل التصالح والتسامح ويصبح واقعا وليس مجرد شعارات ..
(9)
أن المملكة العربية السعودية ترتكب خطأ سياسي قاتل في اليمن عندما تتعاطى مع مليشيات تشكلت بأدوات ولأهداف ومشاريع إقليمية واضحة تستهدف أمنها واستقرارها قبل أمن اليمن وسلامة أراضيه ، وأن تعاطي المملكة مع جماعات تمثل امتدادا لقوى صنفتها كدولة ذات يوم بقلعة الإمبريالية والرجعية أمر يستحق التريث والتدبر وإعادة النظر والتقييم .
(10)
ان محاربة الإرهاب تبدأ من نزع الأسلحة من أيدي المليشيات والجماعات ذات التوجهات المناطقية والقبلية والحزبية والسلالية والمؤمنة بالعنف وسيلة لحل الخلافات ، والخارجة عن مؤسسات الدولة في أي مجتمع ، فالفوضى تُشكل أهم حاضنة لتناسل وتكاثر بؤر الإرهاب ، وتغييب مؤسسات الدولة يمثل دعوة صريحة لصناعة الفوضى ونشرها ..
عبدالكريم سالم السعدي
15 يوليو 2021م