الشرعية وازدواج المعايير بالعمل الوظيفي

سألت  زميل ما الذي دفعك للعمل سائق حافلة كان سؤالي له  محرج ولكنه قال لي  لم اجد امامى غير هذا العمل لاتمكن من العيش  فنحن في نظر الشرعية والحكومة اقل من مواطن في بلد اللجوء أن الحكومة تنظر الينا بصفتنا لا نرتقي الى مستوى المواطنة المتساوية .

وهي للأسف الحقيقة المرة التي لم اتمكن من استيعابها حتى اليوم فأنا  غير متاح لي ممارسة عملي الوظيفي وراتبي لا يتجاوز 52الف ريال بصفتي موظف من الدرجة الخمسين كما هو راتبي وهو راتب لا يغطي قيمة كيس رز وهذا القانون لا ينطبق على جميع موظفي الدولة فقط علينا نحن الشماليين وليس كل الشماليين فقط ممن لا ظهر سياسي يطالب بحقوق منتسبيها فبعض الزملاء صعدو في يوم وليله ليتم ترقيتهم الى درجة وكيل ومدير عام وتصرف كافة حقوقهم رغم انهم لا يمارسون أي مهام وظيفي .

اننا ياصديق نعيش في زمن المحسوبية وصلت الى قناعة أن مطالبته بالحصول على حقوق ومنحي أي تسوية لا يمكن مالم يكون محسوب على طرف سياسي معين او بحمل تزكيه من نافذ مهم .

 ومع ذلك ينظر المسؤول المباشر لصرفه راتبك الاساسي  بصفته مكرمة وعطف نابعة من ضميرها الانساني لا حقوق مكتسبة  .

عشرات الموظفين ممن كانو يشغلون اعلى المناصب تجدهم يعملون في مهن كانت تعد في الماضي مهن حقيرة مقارنة بمستواهم التعليمي والوظيفي  .

  هناك من يعمل على حمل الطوب وحفر اساس المنازل وهناك من يعمل صبي في ورش نجارة لم تشفع له درجته الوظيفية باعتباره مدير عام او مدير ادارة او اكاديمي .

لن يقبل بك ولن يمنحك الا في اطار المتسول فهو يريد ان تكون كذلك  ليقبل مساعدتك وتنتظر عطفه عليك.

رغم مناشدتي المتكررة وشرح تفاصيل حياتك البائسة لم تحرك مشاعره ولم تجعله يحس بقليل من المسؤولية تجاه ما تمر به مكتفي بمنح مساعدة مالية بين الحين والآخر وبعضهم لا يمنحك شي .

يصعب عليك معرفة ما انت بالنسبة للحكومة بكل مؤسساتها وأكثر ما يثير حنقك عندما تطلع على الأخبار وتجد في العناوين أن الحكومة ممثلة بالشرعية تعمل على رفع معاناة المواطن وان مصلحة المواطن هي أبرز أولوياتها .

انهم يكذبون دون اي خجل من ما يكذبون فهم يخاطبون العالم الخارجي لا نحن فهم مدركين أننا نعرفهم جيدا

مقالات الكاتب