دلافين في شبوة ..!
ربما الصورة النمطية لمحافظة شبوة في أذهان الكثيرين أنها صحاري مقفرة وجبال جرداء لاتجد فيها الا الإبل...
بقيت محافظة شبوة عقوداً من الزمن معطلة في مجال استخراج الثروات النفطية الموجودة في باطن أراضيها، و بعد تحقيق الوحدة جاءت عدد من الشركات للتنقيب وتم اكتشاف عدد من الحقول في عسيلان بيحان شمالا وفي صحراء العقلة وسط المحافظة، كما تم إنشاء أكبر مشروع لتسييل الغاز الطبيعي في جنوب المحافظة ببلحاف ليربط محافظتي مأرب وشبوة بهذا المشروع الاستراتيجي الكبير ..
شهدت حقبة النظام السابق عمليات فساد في قطاعي النفط والغاز وتلاعب ومحسوبيات في عقود التشغيل أو لنقل العمليات المساندة والمقاولات المصاحبة لعمل هذه الشركات وكذلك في أرقام كميات الإنتاج ، وبالطبع كان نصيب الأسد للمحسوبين على النظام وشركاءه من مختلف المتنفذين حتى من بعض أحزاب المعارضة، ولكن أيضاً صاحب نقد هذا الفساد تهويمات واشاعات لاتفيد أغلبها ليس لها مصادر ولاتستند على معلومات ..
مع انقلاب الحوثي وعدوانه على مختلف مناطق اليمن توقفت غالبية الشركات العاملة في شبوة بشكل شبه نهائي، وبقيت على هذا الحال حتى تم إصدار توجيه من الرئيس لمحافظي شبوة المتتالين بإعادة تشغيل بعض الشركات وبالفعل بدأ الاجتماع واللقاء بالشركات الأجنبية في عهد المحافظ أحمد لملس وبدأت عملية التشغيل والتصدير بشكل محدود في عهد المحافظ علي الحارثي وتم التصدير لأول مرة من شبوة عبر أنبوب النشيمة الذي تمت صيانته ..
مع دوران هذه العملية من إنتاج وتصدير وحراسة للأنبوب ظهر أن ما كان يزعم بامتلاك شخصيات قبلية لمربعات نفطية هو أمر غير صحيح بل غير معقول بالأساس، فعملية إنتاج وتصدير النفط تتم تحت ضوء الشمس وأمام الجميع ويتم توريد قيمة النفط لحساب الحكومة اليمنية مع اقتطاع نسبة للمحافظة من حصة الحكومة تشكوا قيادة السلطة المحلية من تأخرها وتعثرها، وإن كان هناك من فساد يتم فنتمنى أن يثار بشكل حقائق ومعلومات ويتولى مجلس النواب وجهاز الرقابة دورهم المنوط بهم حيال ذلك إن وجد ..
مع كل هذه الجهود التي بذلت لإيجاد مصادر تمويل للحكومة اليمنية ومنها انشاء خط أنابيب يربط عسيلان بالعقلة ليتم تصدير نفط عسيلان عبر النشيمة، الا أن هذه الجهود تواجه صعوبات وعقبات من أبرزها عدم رغبة جهات خارجية في استقلال قرار الشرعية اليمنية لذلك نجد أن أهم مشروع اقتصادي استراتيجي(منشأة بلحاف) قد تم تحويله لثكنة عسكرية !!
اليمن بحاجة إلى الاستقرار وإيجاد موارد تعين على الخروج من الأزمة الاقتصادية وكارثة الانقلاب الحاصل، أما انشغال أبناءه بترويج الإشاعات والارجاف بدوافع سياسية ضيقة فهو عملية تغطية وإسناد لمساعي من لايريد باليمن خيراً بدليل أعماله المشاهدة والملموسة واقعاً عياناً بياناً ..
.
.
علي سعيد الأحمدي