دلافين في شبوة ..!
ربما الصورة النمطية لمحافظة شبوة في أذهان الكثيرين أنها صحاري مقفرة وجبال جرداء لاتجد فيها الا الإبل...
كنت أسير بسيارتي لوحدي في طريق مظلم وطويل في أحد الأسفار قبل حوالي 15 عاماً والوقت قد تجاوز منتصف الليل بساعة تقريباً وقد دخلت الى طريق جديد غير مطروق بعد ولاتوجد على مداه الذي يقارب المئتي كيلاً أي محطات أو مساكن ..
كنت أسمع عن نوم بعض قادة المركبات أثناء القيادة وانقلاب السيارات وحصول حوادث مريعة ولكن فورة الشباب تستبعد حصول مثل هذا الأمر معي وانا من أقطع مئات الكيلوات شرق البلاد وغربها ولم انعس يوماً رغم اني لا اتعاطى القات ..
شعرت بأن الطريق قد طال والسواد الحالك قد ارخى سدوله بشكل غير معتاد مع خلو الطريق من أي مظاهر للمدن أو الخدمات ورويداً رويداً بدأت أشعر ببعض النعاس ولكن لم أصدق أن النوم يمكن أن يسيطر علي لكن إذا بعيني تنطبق ومقود السيارة يميل لليسار والمركبة تتجه نحو الخروج من الطريق وقد غبت في نوم عجيب !!
فجأة وبدون مقدمات إذا بي استيقظ على وقع أصوات ارتطامات متكررة بإطارات السيارة اليسرى وإذا بي انتبه وامسك بمقود السيارة في اللحظات الأخيرة وبذعر أعيدها إلى جادة الطريق وأنا مرتعب مما كان سيحصل لي وانا أقود بسرعة تتجاوز المائة كيلا في الساعة !
أوقفت السيارة وحمدت الله وشكرت صنيع من اخترع ومن وضع عيون القطط العاكسة للضوء والتي مهمتها الأساس توضيح مسار الطرق في الليل واكتشفت ذلك اليوم فائدة جليلة لها وهي إيقاظ القائد إذا اعترته غفلة ما ..
ما أحوج بلادنا إلى عيون عاكسة وناطقة وناصحة ..
.
.
علي سعيد الأحمدي
18 أكتوبر 2021 م