خطوات خارج قفص التجهيل خطوة(26)


(1)
تنتهي حدود الوطنية والحيادية عند حدود التمترس بكل اشكاله المناطقية والفئوية والحزبية ، وتتضاءل القضايا الوطنية وتهبط رأياتها عندما ترتفع رايات المكونات والاحزاب والجماعات في مواجهتها، وتسقط مصداقية المتشدق بالقضايا الوطنية مع أول جملة ينطقها تدعي إلى الترويج لمكون او جماعة والتقليل ممن يختلف معه حتى وإن كان يشاركه الوطن!!
(2)
تتحول الأوطان إلى ساحات مفتوحة للصراع الدائم عندما يذهب ساستها ومثقفيها الى اتّباع سياسة (تأييد من لايصلح نكاية بمن لا نحب)
 وتبقى الأوطان مجرد مقاطعات تابعة عندما يضع أبنائها خارطة مصالح الخارج قبل خارطة مصالح الشعب والوطن .
(3)
تجزئة الفعل الوطني وفقا للمناطقية سلبا كان او إيجاب فعل يتعارض مع أبسط مقومات الخطاب الوطني ودليل على هشاشة مشروع ذلك الخطاب وتذبذبه ، ومحاولة الصاق محافظة أبين بالشرعية لمجرد أنها قارعت مشروع المساس بسيادة الجنوب أمر لن يساعد على لملمة الشتات والانقسام الجنوبي.
(4) 
النهايات دائما مرهونة بالبدايات فإذا كانت البداية صحيحة فالنهاية ستكون كذلك وما نشهده اليوم في الجنوب في ظل استمرار محاولة اغتصاب القرار الجنوبي واختطافه مرة أخرى يمثل بداية وتدشين لمراحل صراع جديدة لن تفضي إلى نهاية تشبه نهاية الاغتصاب والاختطاف الأولى في ستينيات القرن الماضي كما يظن البعض.
(5) 
يتأكد لنا كل يوم بأن صراع هذه المرحلة في الجنوب ليس صراع مشاريع بل هو صراع على صدارة المشهد الجنوبي ومن سيكون الممثل القادم للجنوب وخليفة للحزب الاشتراكي في اليمن الاتحادي القادم ، ومايؤكد هذه الحقيقة امتلاك بعض القوى الجنوبية اليوم للمال والسلاح والجماعات المسلحة والرعاية الإقليمية ومع ذلك يبقى مشروع وشعار تحرير الجنوب مؤجلا في فعلها.
(6)
الجنوب اليوم يمر بأسوأ مرحلة عرفها وعاشها فالاعداء تنحوا جانبا وصنعوا أدوات جنوبية صرفة بديلة لتنفيذ مخططاتهم ضد الجنوب وقضيته بوعي أو بغير وعي واستغلوا صراع الجنوبيين التاريخي وبنوا مكوناتهم تنظيميا على أساس امتداد ذلك التاريخ وذلك الصراع وهو مايهدد الجنوب وقضيته اليوم !!
(7)
الشرعية بعنصرها الجنوبي يتنوع التواجد فيها من كل محافظات الجنوب ومع ذلك يصر البعض لأسباب شخصية (قديمة) وحديثة إلى التركيز فقط على استهداف وتشويه محافظة أبين واعتبار تواجد أبناء المحافظات الجنوبية الاخرى في هذه الشرعية تواجدا وطنيا (جنوبيا) وهذه الظاهرة وحدها تؤكد وجود مشكلة جنوبية داخلية يتطلب مواجهتها لا الهروب منها !! 
(8)
الحديث عن الحوار الجنوبي الجنوبي شاهد آخر يؤكد وجود مشكلة جنوبية داخلية ، وهو حديث لا يجوز أن يبدأ من تشكيل لجان تدين بالولاء لمكوناتها واحزابها بل يجب أن يبدأ من تشكيل لجان متنوعة وتشمل كافة الطيف الجنوبي الوطني والسياسي والاجتماعي ويكون ولاءها للجنوب قبل مكوناتها السياسية .
(9)
الحوار الجنوبي الجنوبي يجب ان يقوم على اسس وقواعد ومبادىء تعود بنا إلى مربع الوطنية بعد رحلة التسابق على التبعية الإقليمية التي فرضتها ضرورات الصراع الجنوبي الداخلي بكل اشكاله وأول تلك المبادىء والأسس والقواعد تحديد مواقف المكونات الجنوبية من سيادة واستقلال القرار الجنوبي وسلامة اراضي الجنوب وفك الارتباط بمشاريع اطراف الإقليم المتصارعة !
(10)
ليس من مصلحة الجنوب وقضيته الذهاب إلى أي مشاورات إقليمية أو دولية في ظل تمزق النسيج السياسي والاجتماعي الجنوبي، واي ذهاب في ظل هذا الوضع سابق كان او لاحق لم ولن يخدم إلا المكونات والجماعات الملبية لهذه الدعوات وسيستمر الجنوب وقضيته في حكم الغائب .

  (دعونا نتجاوز مشاريع المكايدة المناطقية ونتحاور تحت سقف الجنوب لكل ابنائه ).

              عبدالكريم سالم السعدي 
                12 اغسطس 2021م 

مقالات الكاتب