مهندس تحويل السيارات من البترول الى الغاز
شاب من عدن هو مهندس تحويل السيارات من البترول إلى الغاز ، مش كذا بس !هو المهندس الذي خطط وصمم وطبق ع...
كم كُنا سعداء في طفولتنا عندما نسمع عند هذا الخبر فقط ! ، نعم إنها العودة الى عالم الكُراس والمدارس .
كُنا نفرح لشغف حبنا بالتعليم ، ونفرح لأجل لبسنا الجديد ،نفرح لطلوعنا لمستوى أعلى ومرحلة اقوى مما كُنا عليها سابقاً من الإبتدائية الى الأعدادية ونختمها بالثانوية .
اليوم أنا متجولاً في شوارع عدن القديمة بين حواري كريتر وسوقها الطويل ، صادفت الشوارع الممتلئ بالزي وبالأشياء الدراسية الموسمية كعادتها وبين تلك الزحام هناك آنين لايسمعه صداه إلا اولياء الامور وأرباب الأسر .
ألتقيت بإحد الأشخاص على هامش الصدفة !
قال لي يامعاذ تخيل إنني أشتريت لإبني الذي هو أمامك شنطةً وبعض كتب فقط ومستلزمات خفيفة ب18 ألف ريال ولا تنقص فلس !
هذا انا وحالي ميسور وعندي أبن واحد فقط ، تخيل لوعندك أطفال كُثر ! ، أتدري كم حجم التكلفة والهم الذي يلاحق كل ولي أمرًا لإدخال إبنه ليتعلم فقط !
لم استطيع الرد لأن صمت الألم أبلغ من ألف كلام ! ، وضابطً اخر هو عسكري قديم ومن أخيار مدينة عدن وشرفائها الذي لم يبتزوا برتبهم واكتفوا بالجلوس وتكالبت الظروف .
سألته يافندم هذا هو حال الناس "فلان" ومعه طفل قال لي كذا وكذا !
ساد الصمت عليه ليقل : تصدق وتؤمن بالله يامعاذ!
أننا بكرة مش مخلي عيالي يروحوا المدرسة والسبب إننا الى الأن ماقدرت أكسيهم أو أشتري لهم أبسط مسلتزمات المدرسة .
أنا ضابط وعسكري قديم ، لكن أنت أعلم بحال العسكر والأمن ، أنت أعلم بالرواتب والظروف المعيشية الصعبة ، أنت تعلم إننا صاحب ذخل محدود وعلى راتب غير موعود ،وكيف بربك اجابه هذا بالذي عندي!
اه والله اه ، قصص لم نتخيل و وضع لم نكن نتوقعه بأن يسود علينا بهذه اللعنة وقساوته على كل البسطاء .
الكثير من الأطفال قد يتغيبوا والحال لا يغيب عن أحد
الكثير من أولياء الأمور كُسرتهم الظروف وأنقلبت على جيلاً ليس له شأن ولا من يأويه .
التعليم على حافة الإنهيار والسبب بسيط !
إنه الوضع الأقتصادي الذي ضرب الكبير قبل الصغير !
لكن أغيثوا على الناس بدعمكم ، ألتفوا حول جيرانكم
فهده ليست مشكلة نشعر بها الأن ، هذه كارثة تمس جيلاً بعد جيل !
أنظروا الى حال الناس في عدن
فهذه فرحة الأطفال وأملهم الوحيد للخروج من مستنقع الجهل الى نور العلم ليس ألا .
"معاذ بن ثابت "