أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
أن تُرحّب مليشيا بدعوة مليشيا أخرى فالأمر مقبول في إطار تخادم مصالح الراعي الأعلى لتلك المليشيات (الداعية والمُرحبة) وفي إطار خطة اطماع الراعي الإقليمي لتلك المليشيات ..
ولكن ان تُرحّب بتلك الدعوة حكومة تُمثل السلطة التنفيذية للدولة وإحدى مؤسسات الحكم فيها فهذا هو الأمر الغريب الذي يحتاج إلى لائحة تفسيرية سياسية ووطنية..!!
الحكومة التي تستعين بمليشيا تتمرد عليها ولا تعترف بها للقضاء على مليشيا مقابلة هي حكومة تعلن صراحة ودون مواربة عن عجزها وفقدانها لكل مقومات إدارة المعركة وتؤكد عدم اهليتها للاستمرار في إدارة حياة الناس الأمر الذي يستوجب اعفائها ومحاسبتها فهي بمثل هذه الدعوات المشبوهة تُعلن عن فشلها السياسي ليضاف إلى قائمة فشلها الطويلة في الجوانب الحياتية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها..
إذا لم يصدر قرار وطني حكومي واضح نافذ بدمج عناصر تلك المليشيات (الداعية والمُرحبة بالدعوة) قبل أي خطوة عسكرية على الأرض وذلك في إطار مؤسسات الجيش والأمن الوطني فإن أي عمل مشترك مع تلك المليشيات سوف يشكل مصدر تهديد وقلق وخطورة ليس على تلك الشرعية بل وعلى هدف المعركة الوطنية الرئيسي وسيكون بمثابة وضع حجر أساس لمعارك قادمة لن تزيد الوطن إلا تشظيا وجراح ..
كيف لمليشيات تُقاتل لاستعادة حكم عائلي ، ومليشيات أخرى تُقاتل لاستعادة كيان مناطقي وقروي ، أن تتوافق أهدافها مع اهداف شرعية تتحدث عن استعادة دولة وطنية ؟ وكيف لتلك الأهداف المتناقضة والمتصارعة شكلا ومضمونا وتوجها أن تتحد في مضمار معركة واحدة ؟
كثيرة هي صور الاستهتار والسخرية بالعقل اليمني التي مرت عليه وعاشها وشاهدها على جداريات شعارات عواصف الحزم والأمل ، وفي ثنايا خطاب استعادة مؤسسات الدولة ، وفي اعطاف خطاب (تحريق) الجنوب ، وفي ظلام زوايا الحق الإلهي في الحكم ، ولكن الحقيقة أننا لم نرى صورة اقبح من صورة حكومة ترحب بدعوة مليشيات تنتهك ابسط حقوق شعبها و تدوس على كرامتها ليلا ونهارا !!
الخلاصة :
اما أن تُعلن المليشيات دمج عناصرها في إطار مؤسسات الدولة وتتخلى عن سلاحها ، أو أن تسجل الحكومة حظورها كمليشيا (رابعة) على خارطة الوطن المكلوم إلى جانب تلك المليشيات فالزيت لا يمكنه الاختلاط بالماء حتى وان كان القائم على رأس الخلاط معين عبدالملك !!!
عبدالكريم سالم السعدي
31 اكتوبر 2021