خالد بحاح يكتب.. بذور المستقبل

الحياة دائما متجددة في مدينة برشلونة الاسبانية، سحر المدينة وجمالها، الزوار والفعاليات، حتى ناديها ذائع الصيت يمر بمرحلة جديدة فيما يعرف ب "حقبة ما بعد النجم الكبير ليونيل ميسي" ، وهي اليوم أيضا تحتضن حدثاً جديداً يتمثل في الملتقى السنوي للطلاب الحضارم المبتعثين في مختلف الجامعات الأوربية، تقليد سنوي لمؤسسة حضرموت – تنمية بشرية - لتكريم الخريجين من ابنائها واستعراض الأبحاث والأنشطة الطلابية بشكل عام، كما تعد مناسبة جيدة  للتعارف والتشبيك فيما بينهم للاستفادة المتبادلة والتطوير الذاتي للمهارات المختلفة والملكات العلمية التي يتمتعون بها .

هناك لحظات تفوّق وإنجاز نحققها خارج خارطة الوطن جغرافيا، لكنها في صميم مستقبله وفي سبيل تغيير بؤس أيامه إلى غد مختلف تماما، فكيف بالأمر حين يكون استثمار في الإنسان وتعليمه وتأهيله في أرقى وأعرق جامعات العالم بتخصصاتها العلمية والإنسانية وغيرها.

كانت فكرة إنشاء مؤسسة نوعية لابتعاث المتفوقين والكوادر إلى الخارج متداولة في مجلس نخبة من رجال السياسة والمال والأعمال، منهم الشيخ عبدالله أحمد بقشان الذى آمن بها ورعاها حتى انطلقت بالمكلا في أغسطس 2006م تحت أسم (مؤسسة حضرموت – تنمية بشرية –) وبرسالة سامية تتمثل في " بناء الإنسان المُنتج وتطوير قدراته من خلال توفير روافد تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية، والإرتقاء بمستواه التعليمي والقيمي الفكري".

يحسب لمؤسسة حضرموت هذا الجهد الكبير جدا، حيث يقدر عدد المبتعثين حاليا فيها بحوالي  5406 مبتعث ومبتعثة، ويحسب لها ريادتها أيضا بإنشاء ثانويات نموذجية تسهم في الصناعة المبكرة للمتفوقين والنوابغ وإعدادهم للمرحلة الجامعية بطريقة نوعيّة، كما اتجهت لدعم بعض الجامعات الحكومية في الداخل في خطوة كبيرة تجاه المؤسسات التعليمية الوطنية، وحين تفتح مجال التنافس للمنح والابتعاث الخارجي فإنها تضع المعايير العلمية الصحيحة والصارمة التي لا تتخللها محاباة أو وساطات..

مع كل هذا الحضور الكبير فإن الأمل يحدونا بأن تتوسع المؤسسة ونشاطها في عموم محافظات البلاد شرقا وغربا وتكون أنموذجا يكبر ويحظى بدعم رجال ونساء الأعمال كافة والداعمين الإقليميين والدوليين كذلك.

الحديث عن التعليم في زمن الحرب ليس ترفا، بل حديث في عمق الحل وضمان رسوخه على المدى البعيد.. 
فالرهان على المستقبل لن يكون رابح إلا بشباب البلاد، والرهان على الشباب ينعقد بالتعليم في المقام الأول، لذا لا مناص اليوم من الإقبال على الفرص التعليمية هنا أو هناك، سيما أن الكثير من المنح يتم التقديم لها عن طريق المنصات الرسمية الإلكترونية ذات العلاقة في الكثير من الدول المانحة، بعد ذلك يمكن الاستعانة بالمؤسسات الداعمة وتقديم بعض المساندة.

الهجرة من أجل العلم لمن استطاع إليه سبيلا هي النصيحة إلى كل الشباب، فربيع أيامكم يمضي سريعا، وأمامكم العالم بسماء مفتوحة.. كل ما عليكم هو العمل على ذواتكم وتأهيل أنفسكم بالحد المطلوب لتظفروا بهذه المنح والفرص، يحيطكم حفظ المولى وتوفيقه دائما.

مقالات الكاتب

روح الغرب وجوهر الشرق

هكذا هي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بيئة تعليمية استثنائية تبني الذات والعقل معا، وهو ما يحتاجه جيل...