أذرع إيران والبديل المجهول وبلاهة الفرحة العربية!
عندما يتمكن العجز من المرء ويصبح غير قادر على الفعل ويبلغ الشعور بالضعف والوهن عنده مداه يجد نفسه مر...
كل الخطوات التي نتابعها على الأرض والتي اعقبت إقالة محافظ شبوة بن عديو واضح أنها تصب في مضمار خطط المعركة ضد الحوثي وهي المعركة المشتركة بين الشرعية اليمنية والمملكة السعودية فأين مكاسب القضية الجنوبية في هذه التحركات والاقالات والتعيينات؟
في حسابات المعركة الرئيسية ممكن اعتبار توحيد قرار الشرعية اليمنية والقيادة السعودية في مواجهة طرف الحوثي خطوة طيبة وايضا ممكن اعتبارها انتصارا لمعركتهما إذا لم تستجد في طريقها لاحقا اختلاف حسابات تفضي إلى مساومات وابتزازات جديدة توقفها ثلاث سنوات أخرى كما اوقفتها سابقا على تخوم الحديدة وافضت إلى تسليم مواقعها للحوثيين ..
كما أننا ممكن نعد وصول عوض ابن الوزير واستبعاد المحافظ بن عديو ، والسماح بتحرك قوات العمالقة الإماراتية القرار والتوجه انتصارات للمؤتمر الشعبي العام جناح عفاش وللامارات ونعتبرها عقد جديد يُمدد لأحقية الإمارات في البقاء سيدة على ميناء بلحاف الشبواني الجنوبي اليمني والتحكم فيه لاستخدامه كورقة هامة في جولات معركتها القادمة مع بقايا الشرعية ..
قد يقول البعض أن كل مايحدث يشارك فيه العنصر الجنوبي ك( أفراد موظفين ) ويُرفع في بعض ملامحه علم الجنوب وهذا شيء ملموس ولا أحد يتجاهله ، ولكن هناك اسئلة في هذا السياق تحتاج إلى الرد عليها وهي:
هل وُقِعْت اتفاقية الوحدة اليمنية مع قوى الجمهورية العربية اليمنية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام ام مع شخص محمد صالح بن عديو بحيث نعتبر استبعادة انتصارا لاهداف معركة استعادة الجنوب ؟
وهل ينتمي عوض ابن الوزير إلى أي مكون ثوري جنوبي ينادي باستعادة الجنوب حتى نعتبر وصوله إلى موقع قيادة محافظة حراكية جنوبية انتصارا لهدف القضية ؟
وهل تلقت الوية العمالقة اوامرها بالتحرك من قبل أحد مكونات الجنوب المنادية باستعادة الجنوب أو من أحد شخصياتها الوطنية حتى نعتبر تحركاتها ومعاركها مكاسب لهدف استعادة الجنوب ؟؟؟
وإذا كانت هناك انتصارات ملموسة لقضية الجنوب في كل هذا المخاض الحالي فلماذا لا يُعلن عنها اسوة بإنتصارات الإمارات ، واسوة بانتصارات المؤتمر الشعبي العام جناح عفاش ، واسوة بالانتصار لتوحيد قرار السعودية والشرعية اليمنية في مواجهة الحوثي ونجاحهما في توجيه كل القوى باتجاه هدف المعركة ؟
الشاهد من كل ما تقدم هو بروز عدة حقائق في كل مخاض موسمي تشهده الساحة اليمنية شمالا وجنوبا ، وحقائق المخاض الجديد اليوم تؤكد أن معركة دحر الحوثي لا تتحكم في مسار حسمها قدرات الأطراف على الأرض بل ان عامل الحسم الحقيقي فيها توجهه حسابات المساومات السياسية التي تُقدم مصالح الأطراف الإقليمية وأدواتها في الداخل المحلي على مصالح الوطن .
وحقيقة أخرى تؤكد أن هناك صراع جنوبي جنوبي بعناوين مختلفة ومتنوعة أبرزها عنوان المناطقية وادناها عنوان الشللية والقروية ودليل ذلك أن إبعاد الجنوبيون بن دغر والميسري والجبواني ومحروس جاء تحت شعار خدمة اهداف الجنوب ومع ذلك خرج هؤلاء الجنوبيين ولم يعد الجنوب بل ابتعد اكثر !!!
وحقيقة أخرى يؤكدها هذا المخاض وعناصر التحكم فيه والانتصارات المحققة لتلك العناصر وهي أن القضية الجنوبية مازالت غائبة عن الحضور وإن حضرت بعض الجماعات الجنوبية المتسابقة على التمثيل والساعية إلى التواجد في إطار الخارطة السياسية اليمنية في مابعد الحل النهائي !
وحقية اخرى تؤكدها افرازات المرحلة وهي أن دول الإقليم ومعهم الشرعية والأدوات التابعة لهذه الأطراف قد استكانوا جميعهم لشعور النجاح الكاذب في القضاء على الحراك الجنوبي السلمي الحامل الشرعي لقضية الجنوب واستبعاد بقية القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية وهذه في اعتقادي أكبر لاخطاء التي تقع فيها هذه الأطراف وأدواتها ..
وحقيقة ليست أخيرة يؤكدها مخاض الأحداث الاخيرة وهي أن الانظمة الحاكمة التي تتوقف انتصاراتها وهزائمها وتتغير مسارات معاركها على استبعاد شخص (موظف) أو استقدام شخص آخر (موظف) هي انظمة غير مؤهلة لأن تؤتمن على المستقبل وبالتالي فهي لاتستحق الركون إليها ..
عبدالكريم سالم السعدي
27 ديسمبر 2021م