(الرياض وابو ظبي ) وسياسة الأرض المحروقة في اليمن!!

مازالت استراتيجية دول التدخل في اليمن معلولة ولم تصح من علتها بعد، فالاستراتيجية التي تقوم على تدمير بلد وإبادة شعب لأخضاع جماعه أو مليشيا هي استراتيجية تحتاج إلى مراجعة سياسية وعسكرية وانسانية ..

الاستراتيجية التي تقوم على أساس صناعة المليشيات والجماعات وتدريبها وتسليحها خارج إطار الدولة الشرعية المعترف بها دوليا ومن ثم استحضار تلك المليشيات والجماعات لتكون ممثلة لقضايا الخلاف اليمنية الداخلية أيضا استراتيجية تحتاج إلى وقفة وإعادة نظر في صحتها وفاعليتها على المدى القريب والبعيد ..

الاستراتيجية التي تقوم على أساس مواجهة جماعات أو مليشيات بجماعات أو مليشيات أخرى مماثلة لاتختلف عنها إلا من حيث التبعية والولاء للاطراف الإقليمية ايضا استراتيجية تحتاج إلى تقويم وإعادة نظر وعلى القائمين عليها سرعة مراجعة صفحات التاريخ القريب والاستفادة من تجربة افغانستان ومحاربة الدب الروسي فيها حينها !!

باستمرار هذه الاستراتيجية لدول التدخل ستستمر الحرب ويطول امدها وسيستمر النزيف والتدمير وستمتد أيادي المليشيات(الحليفة منها اليوم والمعادية) لتطال دول المنطقة  ، وفي نهاية المطاف ستبقى الإشكالية قائمة وستعود من جديد للظهور مع أول اختلاف أو تباين بين قوى واطراف الصراع لأن الاستراتيجية المختلة اعتمدت على استحضار  المليشيات على حساب تغييب القضايا العالقة وممثلها الوطني ..

مأساة اليمن تحتاج لانهائها الشروع فورا في تغيير استراتيجية التدمير العسكري (سياسة الارض المحروقة) ومغادرة ثقافة صناعة الوكلاء وتصديرها والانتقال إلى استراتيجية وقف الحرب والولوج إلى الحل السياسي الذي يستحضر القوى الوطنية اليمنية في الشمال والجنوب من خلال مؤتمرات وطنية داخلية برعاية دولية واقليمية .

            عبدالكريم سالم السعدي
                25 يناير 2022م

مقالات الكاتب