نحررهم اليوم ليحتلونا غدا !!

في سبتمبر 1962م هب كثير من الجنوبيين نحو تعز واب حتى وصلوا حجة عن طريق الحديدة  إلى ان رابطوا في جبال المحابشة مشاركة منهم في تحرير الشمال من النظام الملكي الطائفي المستبد وفي 1967م شاركوا في فك الحصار الملكي عن صنعاء ولكن ذهبت تضحياتهم مع الشماليين ادراج الرياح فالملكيون الذين خرجوا من الباب عادوا من النافذة بتوطؤ سياسي معهود !
لم يتوقف المشهد عند ذلك ولكن نظام صنعاء ظل يسعى لاحتلال الجنوب الذي شارك في تحرير الشمال فما برح التربص على الجنوب 
منذ 1972م و1979م وتتوج الضم والالحاق والاحتلال للجنوب في 1990م و 1994م .
يعني عملنا على تحريرهم فلما اشتد ساعدهم غزونا واحتلونا وعاثوا في ارضنا فسادا .
اليوم يعود المشهد بطريقة اشد وقاحة وانتهازية فقوات الهضبة تجثم على ارض الجنوب في وادي حضرموت وفي صحرائها وفي شقرة 
وشبوة وغيرها ويراد من الجنوبيين
ان يتجهوا شمالا ليحرروها من الحوثيين ، في حين قوات الشمال يبحثون عن القات والقوت ويراهنون 
على الوقت لعودة الكرة لاحتلال الجنوب بشكل كامل .
الا فليعلم القاصي والداني ان الجنوبيين قد شبوا عن الطوق وقد صهرتهم وفولذتهم وعلمتهم التحارب ولم يعد يشدهم نشيد نحو الشمال يصدح  من اذاعة صنعاء ( صوت المذيع بكر يدق بابي ) فقد سقطت صنعاء واذاعتها الجمهورية من زمان وقد عرف الجنوبيون قيمة وطنهم وطريق مصيره وعرفوا نفاق السياسة الشمالية وغدرها وطرحوا الشعارات جانبا .
فلم تعد الجنوب وسيلة لتحرير الشمال وإن كره التحالف .
وليدفن الموتى موتاهم شمالا !!

د عبده يحيى الدباني
مصر / القاهرة

مقالات الكاتب