اين ذهبت الأحزاب المؤدلجة وهل تخلت عن نظرية القوة الثورية

عرف عن الأحزاب المؤدلجة بكل مكوناتها انها احزاب عسكرية أكثر من كونها سياسية فحزب البعث  باليمن منذ قيام سبتمبر وهو حزب ثوري يؤمن بالقوة العسكرية اكثر من إيمانه بالعمل السياسي باعتبارها سلم  للوصول الى السلطة ومثل الاشتراكي والناصري  لتشهد اليمن صراع نفوذ بين  الناصري والبعث وهو  صراع من اجل  النفوذ بين القوى القومية باليمن بعد الثورة .

مازالت تكتظ الكتب التاريخية التي تروي الصراع بين الناصريين والبعثيين بعد الثورة ليتحول حزب البعث باليمن الى حزب عسكري أكثر من كونه سياسيا ورغم القوى التي أبداها البعثيين بالشمال أثر تحالفه مع القوى القبيلة والاخوان ما  مكنه من فرض وجوده على حساب منافسيه من  قوى القومية مع صعود صدام حسين السلطة بالعراق و إزاحة القوى الناصرية بعد فشل الاطاحة بنظام صالح   .

فيما مثل الحزب الديمقراطي الثوري المؤمن بالفكر اليساري قوة عسكرية واجتماعية متكأ على جناحه العسكري المتمثل بالجبهة الوطنية  الاشتراكي جميع الأحزاب الثورية لم تؤمن بالعمل الديمقراطي باعتبارها الطريق الى السلطة  .

الا أن غياب حزب بحجم البعث اليمني المعروف بالولاء للعراق وهو اكثر الاحزاب الذي حظي بدعم.كبير من صدم حسين لتفتح العراق خزائنها ومعاهدها وكلياتها العسكرية امام أعضائه والمنتمين ليه خاصة انه الحزب القومي الوحيد في اليمن الذي لم يتعرض لحرب ابادة ولم يدخل باي مواجهات عسكرية  مع  الأنظمة المتعاقبة على اليمن وكان مقرب من نظام صالح .

اختفى البعث عن المشهد السياسي والعسكري في اليمن يضع علامة استفهام عن حقيقة تكون هذا الحزب ومدى ادلجته القومية فالبعث  تعرض لتفكك كبير ولكن لم يكن تدمير البعث من خارجه ولا من قبل الانظمة  وانما من قبل قياداته المتمثلة بقيادته المركزية خاصة بعد تمكن   مدهش علي ناجي  منافسه قيادة القديمة .

رغم أن مدهش علي ناجي ينتمي للبعث السوري مع ذلك  تمكن من اختراق حزب البعث  القريب من القيادة القطرية العراقية .

سقطت صنعاء بيد مليشيات وتغيير المشهد السياسي اليمني والبعث غائب ليس له اي دور سياسي ولا اجتماعي وكانه لم يكن في اليمن حزب بعثي ولم يقتصر غياب البعث عن العمل العسكري فقط وإنما غاب عن العمل السياسي برمته لتختفي قيادة البعث عن المشهد وكأنها غير معنية باليمن وليس لها اي طموح كقوة بعثية ورغم محاولتي للتعرف عن غياب الحزب عن اي دور في المرحلة الحالية او المستقبلية يعلل البعثيين غياب حزبهم نتيجة افتقاره الى قيادة مؤمنة بالحزب قيادة تسلقة الحزب للتقرب من العراق لا إيمان منها بالبعث كفر .

ليس البعث وحده  من فقد ايديولوجيته فجميع الأحزاب اليسارية تشهد تراجع كبير وتعيش انقسام واضح بين القيادات والقواعد التنظيمية والقواعد الحزبية تتهم القيادات بأنها لم تعد مهتمة بالعمل السياسي وفق منهجية ورؤية احزابها بقدر تمسكها بقيادة الاحزب للمساومة على مصالحه الخاصة .

مقالات الكاتب