رحل رغم تفاؤله بالمستقبل رغم العتمة التي تلقي بظلالها علينا

رحل محمد حسن بن عسكر ابو اصبع تارك الدنيا بكل مآسيها، رحل ورحلت معه أحلامه بأن يعود لهذا البلد الامن والاستقرار ليتمكن من العيش بدون قلق او خوف .

كنت اتحدث معه وكان حديثه ملئ بالتفاؤل مترقب مستقبل مزدهر رغم ما يعيشه الوطن من ماسي .

وكنت نقيضه متشائم ليقول لي ما لم  نتفائل لا يمكن أن نتجاوز المحن فهذا وطننا ليس لدينا وطن بديل ولهذا يجب أن نناضل في سبيل وطن نحن وحدنا  ابنائه .

كنت اراه قوي بما يحمل من روح صامدة وهو ما جعلني تفاجى عندما علمت من شاكر أنه يرقد مريضا بالقاهرة لأقول له محمد رجل عصي على المرض ولن يستسلم للمرض .


ولم اكن مدرك ما يخفيه القدر لنا من حزن يصعب علينا نسيانه ليغيب عن وتغيب معه ابتسامته التي كانت تسبق حديثه المتفائل .

لا شعر بصدمة كبيرة عندما وصلتني رسالة تحمل بين جوانبها خبر ازعجني و افقدني لذة الحياة.

لاستعيد كل الذكريات التي تذكرني به متسائلا كيف غادر بهذه السرعة وبهذه الطريق المفجعة ولكنه قدر الله الذي لا يمكن لنا ألا تقبله .

لأجد.نفسي اقف عاجز عن رثائه وسرد مناقبه ومدى تعلقه بالأمل رغم أن الكثير من ابناء هذا الشعب الذي  يكاد يكفر بالأمل لشدة قتامة الواقع المعاش في زمن احزانه وحدها من تكسي وجوه اليمنيين جميعا

ولم يعد أمامي غير أن أعزي نفسي أولا ووالده واخوته وكل محبيه سائلين الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وان لله وان اليه راجعون

مقالات الكاتب