الحرب الربحية

أثبت الواقع أن حرب الثمان السنوات بين طرفي الصراع حرب مصالح يديرها تجار حروب لا علاقة لها بمصلحة الوطن أو المواطن ؛ وأن الشعارات التي يرفعونها لاتعدو كونها شعارات مخادعة لتزييف وعي الشعب ومخادعته
والدليل:-
أولا : أنهم لم يقدموا للمواطن أي مصلحة طول تلك الفترة ولم يرفعوا عنه عبئ من أعباء صعوبة الحياة ؛ بل عملوا على استهدافه ومصادره جميع حقوقه  
صادروا حرياته قطعوا مرتباته -تقطعوا للمساعدات التي تقدم له أخذوا أتاوات على سواقي الناقلة والعربة والمصنع والكسارة ومقاطع الحجار والجبال ووديان النيسة ؛
قاسموا أصحاب المصانع  والاسواق التجارية والشعبية تاجروا في قوت المواطن ولقمة عيشه وجعلوا استيرادها حكرآ على أتباعهم ليتحكموا في تسعيرة بيعها بالشكل الذي ينهك المواطن 
رفعو الجمارك والضرائب أضعافا مضاعفة على ظهر المواطن  
استغلوا مؤسسات الدولة العامة وحولوها لمشاريع تجارية تدر عليهم اموالآ وزاد واخرجوها عن خدمتها العامة  
أستغلوا الغاز المنزلي والبترول وأحتكروا أستيراده ليتحكموا بسعره ومنعوا حتى المهربين من محافظات أخرى لكي لا يتم ضرب سعر سوقهم السوداء لتكشف سواد قلوبهم وضمائرهم ؛ 
ولم يقفوا عند هذا الحد في الأستهتار بالمواطن بل منعوا عدم خروج المواطنين للتعبير عن المجاعة والوضع وبالتالي تركوهم  يتجرعون ويلات المعيشة فقد يصل الحال ببعض الأسر أن تسكن خيمة تجمع تلك الخيمة ما بين دورة المياه وغرفة النوم والمطبخ ولم يوفروا لهم أدنى متطلبات الحياة. 
بل بعض الأسر باعوا ذهب نسوانهم ثم باعوا بنادقهم ثم سياراتهم وختموا ببعض أغراضهم الضرورية ليعيشوا.
فلاهم من سمحوا لهم بتغيير حالهم إلى الأفضل ولا هم من وفر لهم سكنا وما يسد حاجاتهم الضرورية  
نفذ صبرهم وتضاعفت معاناتهم وقادة الصراع  يتنقلون في فلل عاجية أولادهم يوزعونهم على المناصب أو يدرسون في مدارس خاصة ونسائهم في نعيم مقيم 
بالله عليكم هل تنتظرون من قادة هذا حالهم أن يقبلوا بوقف حرب مقابل ان يخسروا هذا كله ؟!

اقطع على أصحابنا أنهم لن يقبلوا وهم يجدون من يقاتل دفاعا عن مصالحهم  هذه لو يستمر الحرب مئة عام لانهم لم يخسروا شي من استمرار الحرب لأنهم يقدمون المساكين عند الصراعات وقود للحروب ويتقدموهم عند العطاء وأخذ الغنيمة 
كشفت لنا هذ الحروب أشياء لم نكن نتخيل وقوعها وجعلتنا نعيد قرائه التاريخ من جديد فمعظم التأريخ  طلع كذب وكل الحروب حروب

"مصالح بأسم الدين والوطنية والشعب"...

ناشط حقوقي سياسي
✍🏻علي الكويتي